عامان مرَّا على تلك الساحة الواسعة المستقرة أمام مجمع التحرير، التى استغلت من قبل لبناء خيم لثوار الميدان ومكان لتجمعهم فى الليل، الجميع من رواد مجمع التحرير والعاملين به تخيلوا وقتها أنه بمجرد انتهاء تلك التظاهرات ستخلى الساحة وتعود إلى طبيعتها إلا أن الأمر لم يعد كذلك فتحولت إلى مول تجارى يوجد به كل ما تشتهى الأنفس، خضار وفاكهة ومأكولات سريعة، وحتى الأجهزة الكهربائية والهواتف الصينية.
عم عدوية حسن، أحد الباعة المتواجدين هناك وأكبرهم سنا متواجد فى إطار ميدان التحرير منذ أكثر من عشرين عاما، ولكنه مع ظروف الثورة لم يجد مكانا مخصصا له إلا فى تلك الساحة حيث يؤكد لـ"اليوم السابع": "أنا هنا من سنين بس كنت بقف فى شارع جانبى، ومع الثورة بدأت الشرطة تبنى حجارة حوالين وزارة الداخلية وقفلت الشوارع واتنقلت هنا قدام المجمع، على الأقل إحنا بندور على لقمة عيشنا وأحسن من البلطجية، اللى كانوا بيحاولوا يسيطروا على المكان من الثوار والمتظاهرين، ودلوقتى بقى كل الناس عرفانا بالأسم وعلاقتنا بمعظم الشغالين فى المجمع زى الفل".
أما محمد واصف صاحب فرشة "الخضار" صاحب الـ37 عاما أكد لـ"اليوم السابع" "إحنا ما بلطجناش على المكان أو خدناه بالقوة بس بعد وقف الحال قولنا نقف فى الساحة بدل الوقوف فى الشارع وتعطيل السير زى ما بيعمل غيرنا من البياعين"، ويشير واصف أن كل ما يريدونه هو مكان مناسب لعرض بضاعتهم ويتابع "حتى وقت ما قررنا ننقل هنا أتكلمنا مع كثير من المسئولين فى الحى والمحافظة وأكدنا ليهم أننا هنحافظ على المكان وعلى نظافته بشكل لحد ما توفر لنا المحافظة البديل"، ويضيف ساخرا "حتى لو وقفنا هنا فما سيضير الحكومة فى ذلك خليهم يعتبرونا عربيات راكنة وياخدوا مننا أرضية".
أما حسن الصعيدى أحد البائعين هناك أكد أيضا أنهم كانوا يحاولون إقناع المحافظة أن تعطيهم جزءا من الحديقة القريبة من المجمع يستغلونها كمكان يعرضون فيه بضاعتهم ويقول "المحافظة رفضت ذلك مع أننا عرضنا عليهم دفع مقابل شهرى للمكان مقابل عقود ولكن لم يرد أحد منهم إعطائنا تصريح بذلك فما كان لدينا سوى هذا المكان حتى نقف به".