يشكل مرضى الكبد قرابة 50 فى المائة من إجمالى مرضى الجهاز الهضمى فى مصر، وهى نسبة لا تعتبر بسيطة، وتحتل مصر المرتبة الأولى فى قائمة مرضى الفيروس الكبدى «سي» على مستوى العالم وكذلك العالم العربى بنسبة تبلغ 14 فى المائة من جملة المصريين، كما أنها تحتل النسبة الأولى عربيا فى قائمة مرضى القولون، تليها المملكة العربية السعودية وليبيا ويعتبر الفيروس الكبدى «بى» أشد وطأة وأسرع فى العدوى من فيروس «سى»، وذلك طبقا لآخر الإحصائيات.
ورغم تقدم العلم الحديث ما زال اكتشاف علاج لهذا المرض من الأمور الصعبة التى تواجه الباحثين والعلماء.
أحمد سمير طالب بجامعة الأزهر بكلية التربية قسم البيولوجى وباحث علمى، تمكن من الحصول على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمى، لتوصله إلى اكتشاف علاج لمرض التليف الكبدى، وهو عبارة عن مجموعة من المواد الكيمائية والطبيعية مثل مادة "آن اسيتيل سيستين" تعمل على إيقاف الأكسدة للخلايا السليمة وتجديد الخلايا المصابة بالمرض، وتنظيم وظائف الكبد.
وفيما يتعلق بسلبيات العلاج أوضح سمير، أنه حتى اللحظة لم يتم اكتشاف أى سلبيات، مؤكدا أنه فى حالة وجود سلبيات ستكون من خلال تأثير العلاج على بعض الخلايا، والتى يعيد الكبد إفراز غيرها خلال مرحلة معينة.
ولفت الباحث إلى أن سعر الدواء يصل إلى 100 جنيه فقط، وسيتم إعطاؤه للمريض على فترة واحدة وليس فترات، مؤكدا أنه لم يتم حتى الآن تحدى الشكل الذى سيكون عليه العلاج سواء نظام أقراص أو عن طريق الحقن.
وقال أحمد لـ" كايرو دار" إنه بعد اعتماد نتيجة البحث من قبل وزارة التعليم العالى، توصلت دراسة بجامعة بادوفا الايطالية لنفس النتائج، لافتا إلى أنه تم ترشيحه لخوض مسابقة نوبل إيجيبت التى تعقد سنويا لمناقشة العشرات من الأبحاث العلمية للطلاب والباحثين، وفاز أحمد بجائزة الشباب العربى المتميز فى البحث العلمى على مستوى الدول العربية ورشح لجائزة نوبل العالمية عام 2013 وكان وقتها أصغر باحث علمى.
وأضاف سمير أن منظمة ssciedv منحته فرصة السفر للولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال وتنفيذ البحث وأيضا مؤسسة mayo clinical ، بالإضافة إلى سفره لدولة السويد فى مسابقة نوبل للمخترعين لمناقشة البحث مع بعض أساتذة الجامعات.
ويسرد سمير قصة إصراره على اكتشاف بحث يعالج مرض التليف فيقول: إن بعض أساتذة الجهاز الهضمى والكبد دائما يؤكدون أن المرض ليس له علاج، وهو الأمر الذى تم إثبات عكسه من خلال البحث، وأيضا ما يؤكد ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم ما خلق الله داء إلا وله دواء".. مشيرا إلى أنه بمجرد التأكد من النتيجة النهائية للبحث غمرته الفرحة والسعادة، خاصة أن معظم سكان العالم يعانون من هذا المرض الخبيث.
وبدأت قصة أحمد مع الاختراعات والأبحاث العلمية وهو فى الصف الثانى الثانوى بمساعدة مدرس الإحياء، لافتا إلى أن أول بحث له كان عبارة عن طريقة طبية لزراعة الأعضاء دون تماثل فصائل الدم، موضحا أنه لصغر سنه فى تلك الفترة تبين أن البحث مطبق بالفعل فى أمريكا وتم العدول عنه، بالإضافة إلى التوصل إلى ابتكار وبحث يعمل على تقليل معدل امتصاص النبات للماء وخاصة نبات الأرز، الذى يستحوذ على نسبة عالية من حصة مصر فى المياه.
أحمد لم يختلف كثيرا عن العشرات من الباحثين، فى تقديره لموقف الدولة فى دعمها لدور الباحثين والعلماء للنهوض بها، مطالبا المسئولين بها إنشاء مجمع أو هيئة خاصة بالباحثين للمضى قدماً فى تلك الأبحاث، لتحقيق الأغراض المحددة لها والنهوض بالدولة وأيضا توفير المنح الخاصة بهم.