الكاتب : طاهر عنان
اثيوبيا بنت لنا السد ولم ندفع فيه دولارا واحدا
هل تصدق إن إثيوبيا مجبرة على تفريغ 20 مليار متر3 من المياه أمام السد خلال شهر ونصف ؟! .. السبب عدم تشغيل أي من التوربينات ال 12 التي من المفترض أن تعمل وامتلاء بحيرة السد بالكامل في احتفال عبيط لآبي أحمد أعلن فيه اكتمال بناء السد وامتلاء بحيرته بالكامل .. وكان لا بد من الاستعداد لاستقبال الفيضان القادم خلال أقل من شهرين وإلا ستغمر المياه جسم السد نفسه ويعرضه لخطر جسيم
وعليه يمكن اعتبار السد الإثيوبي خزان ضخم يحجز المياه للمستفيد الأكبر منه وهو مصر
انقلبت الآية فبعد أن كنا نخشى مشكلة العطش وبوار الأراضي الزراعية أصبحنا نواجه مشكلة من نوع جديد وهي الاستعداد لاستقبال حجم هائل وضخم من المياه لم نعهده من قبل .. نحمد الله أن الدولة استعدت لهذا النوع من المشاكل فحفرت بحيرة توشكى وكذلك بحيرة إضافية بجوار بحيرة السد العالي وكذا مشروع ترعة السلام لمد سيناء بالمياه العذبة اللازمة للزراعة والاستخدامات الأخرى بعد التوسع العمراني .. ثم المشروع الذي سيقلب الأمور رأسا على عقب ويحول مصر إلى سابق عهدها القديم سلة غذاء العالم بزراعة كامل الصحراء الغربية بعد ملء منخفض القطارة بمياة النيل العذبة وليس مياه البحر كما نادي البعض من قبل
أحاول الربط بين ما ذكر في الأخبار عن مشروع زراعي ضخم ( 2-3 مليون فدان ) في الصحراء الغربية ستقوم به دولة قطر وبين ما يحدث عندالسد الإثيوبي لكن من المبكر الجزم بحيثيات أو واقعية المشروع الزراعي الرهيب
الآن فهمنا كيف أدارت مصر مشكلة السد الإثيوبي بحنكة وصبر وبعد رؤية فلم تنجر إلى نداءات خبيثة تحثها على ضرب وتدمير السد ومن ثم الدخول في قضايا كبرى لا قبل لنا بها .. ولكن لماذا نفعل وقد تحول السد نفسه إلى خزان ضخم يحفظ المياه لمصر ومن ثم يقضي نهائيا على فكرة الجفاف أو الجفاف الممتد
ذكرنا من قبل أن نسق الفرد ليس كنسق المسئول .. فالفرد لا يملك الصورة كاملة بكل أبعادها كما تملك القيادة ..
ثق أن هذه أرض يحبها الله ولن يضيعها أبدا