سمعت ولم ينقله لي احد: ‘اننا بتنا نملك سلاحا يعمي بصر "اسرائيل"!…
هذا ما قاله لي الرئيس بشار الاسد بعد ان شرح لي ملابسات صفقة او تسوية تسليم السلاح الكيمياوي، مضيفا: ‘بان هذا اصبح ممكنا ايضا بعد ان بتنا نمتلك معادلة ردعية اكثر تأثيرا ووقعا على العدو وهي معادلة الردع الصاروخية التي بناها لنا الشهيد القائد العميد محمد سليمان وزملاؤه … والذين هم صاروا اشبه بحدقة عيوننا …’!
نفس هذا الكلام اعرفه ومطلع عليه من قيادات ايرانية تؤكد ان اي معركة مقبلة قد نضطر الى خوضها سواء نتيجة حماقة صهيونية او قرار اختياري ستكون فيها الغلبة لنا نحن في جبهة المقاومة والتي ستغير وجه المنطقة بل ومعادلة الصراع على مستوى العالم …!
هذا الكلام اقوله الان لان ثمة من يتخوف من تدخل مفاجئ للكيان الصهيوني على خط الازمة السورية او بالاحرى على خط الحرب الكونية المعلنة على سوريا منذ نحو ثلاث سنوات!
في هذه الاثناء فان العالم يتغير بتسارع كبير وكل ذلك يحصل على قاعدة فشل الامبراطور الامريكي المصاب بالشيخوخة المبكرة ليس فقط من اخضاع اي من اطراف جبهة المقاومة لا في جنيف 3 الايراني ولا في جنيف 2 السوري، بل ويعجز عن وقف الحراكين العراقي والمصري من الافلات من قدره الوحشي البربري وانضمامهما الى جبهة المقاومة الاقليمية والعالمية ضده!
وقاعدة التغير هذه قد بدأت بتسارعها هذا منذ ان قرر حزب الله الدخول بقوة وسعة اكبر على خط الدفاع عن سوريا وعرين الاسد وحماية لظهر المقاومة في معركة القصير الشهيرة!
ان كل التحليلات والمؤشرات تؤكد بان معركة يبرود القائمة بين ساعة واخرى من شأنها ان تطيح برؤوس كبيرة اخرى واخراجهم من اللعب على المشهدين الاقليمي والدولي!
وما حصل من تحرك امريكي مضاد باتجاه اوكرانيا للقيام بانقلاب مكشوف وفاضح ضد الحكومة الشرعية في كييف الا حركة يائسة انتحارية تراجعية ضد موسكو في محاولة لاختراق الامن القومي الروسي والاقتراب من اسوار الكرملين وللفرار الى الامام من وجع الهزيمة على بوابات الشام الاسدية وعرين دمشق الذي اثبت انه غير قابل للاختراق !
هنا نفهم معنى القول الذي نقل على لسان الامام القائد السيد علي خامنئي بان دخول حزب الله على خط الدفاع عن سوريا غير القدر …!
نعم القدر الامريكي والقدر الجاهلي والقدر التكفيري الذي كان يعد لهذه المنطقة العربية الاسلامية من جبال الاطلسي الى سور الصين العظيم تم وقفه وتغيير مساره بفضل ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير الذي رسمت معالمه منذ مدة في قصر الشعب السوري يوم زار كل من احمدي نجاد وسيد المقاومة، الرئيس بشار حافظ الاسد وظهر الثلاثة ممثلين بيضة القبان في جبهة المقاومة العالمية اكثر تصميما من اي وقت مضى على خوض معركة الوجود وتغيير’ القدر’ الامريكي الاعمى الى قدر الامة البصير !
المتابعون بدقة وشفافية لما يتحرك على المسرح العالمي اليوم من باب المندب ومضيق هرمز الى شرق البحر الابيض المتوسط الى البحر الاسود وصولا الى المدى الحيوي للامن القومي الامريكي اي مياه الاطلسي التي وصلتها البوارج الحربية الايرانية اخيرا منطلقة من شواطئ جنوب افريقيا تؤكد جميعا بان ثمة شيئا يتغير في اقدار العالم سيجبر اطراف معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية للخضوع لقواعد اشتباك جديدة ومعادلة للصراع متفاوتة هذه المرة ابطالها من نوع مختلف تماما ليس اقلها ان قادتها يعملون بعشق محي الدين بن عربي الذي اوصى يوما الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني غورباتشوف ليقرأه قبل ان يقدم على تفكيك دولة الاتحاد السوفييتي السابق وبصيرة الامام السيد علي خامنئي الذي يقود معادلة التفوق الاستراتيجي على الامبراطور الامريكي الخائف المترقب بعزيمة الواثق من الانتصار وعزم الراحل الكبير حافظ الاسد الذي يعود بقوة ومعه شهداء مرحلة الصمود والتصدي ليحيوا قلب العروبة النابض ويعيدوها لتتربع على عرش العالم في معركة اعادة الحياة لشام التين والزيتون وطور سنين وورود الياسمين …!
الاسابيع والاشهر القادمة ومن الان الى حين يتربع اسد الشام على عرش العالم في تموز المقبل ويأفل نجم مملكة الرمال في الجزيرة العربية وتتقهقر الامبراطورية الامريكية من جبهتها الجديدة التي فتحت نيران جهنم ضدها انطلاقا من شبه جزيرة القرم ظنا منها ان باستطاعتها ان تحول روسيا من دولة اوروآسيوية الى دولة آسيوية عادية، سيكون لنا حديث آخر مع اولئك الذين يحفرون اليوم قبورهم بايديهم وايدي المؤمنين!
يومها سيكون الحديث حول المنازلة الكبرى التي لطالما هرب منها الكيان الصهيوني الذي يعاني من الموت البطيء، لعل القدر يومها يدون نهاية هذا الكيان بالموت العاجل كما هو مكتوب في لوح محفوظ!
* محمد صادق الحسيني/ القدس العربي