"أى بنت تتعرض للتحرش تدافع عن نفسها بكل الوسائل الممكنة، حتى لو هتكسر دماغ اللى عمل كده"، بهذه العبارة افتتح دعوته لـ"ثورة المرأة"، التى اختار لتنفيذها يوم رأس السنة الجديدة لتكون يومًا مميزًا لا ينسى، حسب قوله، وأطلقها وهو يأمل أن تستجيب لها ولو 100 أنثى من مختلف أنحاء المعمورة، ويبدو أنه سيحقق حلمه فقد سجلت أكثر من 218 فتاة حضورها للدعوة حتى الآن.
يقول "المحرض" على "ثورة المرأة" محمد صلاح (23 عامًا) لـ"اليوم السابع" إن السر وراء إطلاقه الدعوة يرجع لعوامل كثيرة منها "مسلسلات رمضان التى استفزتنى، خاصة حين رأيت مشاهد تحرش فى المسلسلات الأكثر متابعة، إضافة إلى الرعب الذى أراه فى عيون كل فتاة لمجرد رؤيتها شابًا فى الشارع، حتى أنها تنتقل إلى الجانب الآخر من الطريق كأنه عفريت مثلاً".
ويضيف "زاد حماسى للفكرة حين رأيت فتاة لا تتعدى الـ 12 عامًا، تحاول أن تعبر الطريق، بينما تأكلها عيون المارة من الرجال، لدرجة أننى قرفت من جنسى".
ويتابع "أصبحت أفكر، كيف أربى ابنتى فى المستقبل فى هذه الظروف؟ كيف لا تواجه التحرش ولا يفرض عليها الخوف من الرجال، وحين سألت أصدقائى كانت إجابتهم "مش هتعرف تعمل كده غير برة مصر"، ولكن مشكلتى أننى أحلم بهذا فى بلدى.. فى مصر".
وفكر محمد الذى يعمل مصورًا ومصمم جرافيك ومهندس كمبيوتر، فى البداية فى إخراج فيلم قصير عن مشكلة التحرش، ولكن يقول "لم يوافق أحد على مساعدتى فيه لأننى كنت أوجه أصابع الاتهام فيه للرجل وليس للمرأة كالمعتاد، لذا قررت أن أطلق الحملة"، ويضيف "شجعنى أيضًا أنى رجل، بالتالى سأتمكن من الرد على الرجال، كما أننى لاحظت أن البنات لا يدافع عنها أحد، وإذا فكرت تدافع عن فتاة تتعرض للتحرش يرد عليك المتحرش بكل وقاحة "ما تخصكش"، وممكن يضربنى أيضًا".
يتابع "لذلك فكرت فى أن المرأة يجب أن تعرف قيمتها، وتترك الخوف، وتدافع عن نفسها لأنها ليست ضعيفة كما يحاولون إيهامها".
وعن ردود الفعل على الحملة يقول "اختلفت ردود الفعل، فبعض الفتيات رفضت بشدة، بل وألقت اللوم فى التحرش على الفتيات مؤكدة أن لبسهن مستفز، إضافة إلى الهجوم من بعض الشباب أيضًا، فيما شجعت أخريات الفكرة وتحمست لها جدًا، كما شجعتنى أيضًا القصص التى وصلتنى عن التحرش، التى تحكيها فتيات تعانى فى صمت، وتخشى الإفصاح عن نفسها، وحثتنى على المواصلة والدفاع عن حقوقهن".
ويوضح محمد صلاح "أنا لا أطلب من البنت أن تتعلم العنف، أنا فقط أطالبها بالدفاع عن نفسها، وهو حق يكفله لها القانون، بدلاً من أن تكره الرجال وتتدمر حياتها بسبب تجربة تحرش".
ويرى محمد أن الحملات التى تحاول مخاطبة المتحرشين وحثهم أخلاقيًا على عدم فعل ذلك ليست مجدية ويقول "الفئة الموجه لها الخطاب أصلاً لن تستمتع ولن تعى ذلك، هذه المشكلة أساسها غياب التعليم والإشباع، ولا أقصد الإشباع الجنسى فقط ولكن الإشباع فى الطعام، والأحلام والعمل"