صرحت مصادر أمنية مسئولة إن عملية «سيناء الكبرى» التى تنفذ بعيداً عن الأنظار منذ 25 يوماً هى العملية التى أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تصريحات صحفية نُشرت أمس، وبدأت مطلع الشهر الحالى، ووُضعت خطتها تحت إشراف الرئيس بالتنسيق بين القوات المسلحة والشرطة بأجهزتها المختلفة، ووُضع مخطط زمنى لإعلان سيناء خالية من الإرهاب فى فترة لا تتعدى أول مارس المقبل.
وأوضحت المصادر أن العملية تعتمد فى تنفيذها على عدة محاور، الأول هو «الكماشة» بحيث تتم محاصرة البؤر الإرهابية فى شكل دوائر ضيقة، ودوائر على نطاق أوسع من خلال نشر عشرات الأكمنة والدوريات الأمنية حتى لا يُسمح لأى عناصر إرهابية بالتسلل أو الهروب من سيناء، وتحاصر العناصر فى نطاقات جغرافية ضيقة، بحيث يتم التعامل معهم بشكل أسهل لتصفيتهم أو القبض عليهم، فيما يعتمد المحور الثانى فى الخطة بشكل كبير على رجال الصاعقة والعمليات الخاصة للتعامل مع العناصر الإرهابية والتكفيرية الموجودة وسط الأهالى بالمناطق السكنية، لتفادى إلحاق أى أضرار بالمدنيين من أهالى سيناء، حيث تنفذ قوات خاصة من المجموعة «777» خطة تسمى «اصطياد الأفاعى» من خلال مداهمة منازل الإرهابيين والتعامل معهم، ويعتمد المحور الثالث على تكثيف طلعات طائرات الأباتشى لضرب البؤر الإرهابية الموجودة بالمناطق الصحراوية والوعرة، وذلك بسبب الدقة العالية لتلك الأنواع من الطائرات فى إصابة أهدافها، أما المحور الرابع فيتمثل فى اجتياح القوات من رجال الجيش الثانى الميدانى للبؤر الإرهابية والتخلص منها نهائياً بالحرق أو الهدم. وأشارت المصادر إلى أن المحور الخامس لعملية «سيناء الكبرى» يعتمد على تكثيف نشاط قوات التدخل السريع فى سيناء لتوجيه الضربات الاستباقية ضد المجموعات الإرهابية، بناء على المعلومات التى يوفرها لهم رجال التحريات، ويعتمد المحور السادس من العملية على تجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية من خلال الاستمرار فى إقامة الأكمنة على الحدود المصرية مع غزة بعمق 1000 متر، وهدم كافة فتحات الأنفاق التى كانت تُعتبر المورد الأساسى لتمويل الجماعات الإرهابية.
فى السياق ذاته، واصلت قوات الجيش والشرطة توجيه ضرباتها الموجعة للجماعات الإرهابية فى شمال سيناء، وتمكنت أمس الأول من تصفية 2 من عناصر «أنصار بيت المقدس»، وقبضت على 6 آخرين، وأحبطت مخططين إرهابيين كبيرين، الأول لتفجير كمين فى رفح ببرميل مفخخ بالمتفجرات، والثانى لتسميم جنود الأكمنة بدسّ السُم فى طعامهم. وقال مصدر أمنى إن قوات الجيش، مدعومة بعناصر من العمليات الخاصة التابعة للشرطة، شنت حملة أمنية موسعة مساء أمس الأول، استهدفت معاقل «بيت المقدس» جنوب الشيخ زويد، وتمكنت من تصفية 2 من عناصره والقبض على 6 بحوزتهم 6 أسلحة آلية و3 قنابل يدوية وجهازا اتصالات. وأضاف أن الحملة أسفرت كذلك عن تدمير 26 بؤرة إرهابية. ونجحت قوات الجيش فى إحباط مخطط إرهابى لتفجير كمين أمنى على الطريق الدولى جنوب رفح، وقال المصدر إن قوة كمين «باب سيدوت» ألقت القبض على 3 عناصر إرهابية تسللت للكمين وحاولت زرع برميل ملىء بالمتفجرات بجوار الكمين وتفجيره عن بُعد، موضحاً أن أحد جنود الكمين رصد العناصر الثلاثة أثناء محاولتهم زرع العبوة الناسفة.
كما أحبطت قوات الأمن مؤامرة خطيرة لدس السم فى طعام جنود الأكمنة الأمنية عن طريق سائق سيارة أجرة نجح تنظيم «بيت المقدس» فى تجنيده للعمل معهم مقابل مبالغ مالية ضخمة. وقال مصدر أمنى إن عدداً كبيراً من جنود الأكمنة الأمنية المختلفة اتفقوا مع مجموعة من سائقى سيارات الأجرة لشراء أطعمة لهم من المدن لعدم قدرتهم على ترك أماكن خدمتهم، واستغل تنظيم «بيت المقدس» ذلك فى تجنيد أحد السائقين، واتفقوا معه على توريد أطعمة مسممة للجنود مقابل منحه مبالغ مالية ضخمة وتهريبه خارج البلاد بعد ذلك.
وأضاف المصدر أن أحد أقارب السائق أبلغ الأجهزة الأمنية بالمخطط بعدما طالبه السائق بمساعدته فى جلب تلك الأطعمة مقابل مبلغ مالى كبير، وعلى الفور قبضت قوات الأمن على السائق وحوّلته لإحدى الجهات السيادية للتحقيق معه.