لفترات طويلة ظلت حركة "حماس" تستغل الأنفاق أسوأ استغلال ، فعلى العلن تستخدم الأنفاق لمساعدة أهالي قطاع غزة المقهورين وتسهيل دخول الأدوية ومستلزمات الحياة التي فرض الحصار قلّتها وربما إنعدامها ، وأما في الخفاء "الحقيقة" لم تكن الأنفاق – بالنسبة لحماس – أكثر من مورد رزق لها ، عن طريقها تُهرب السلاح والأفراد ، ومن خلالها تزيد من حجم "البيزنس" الذي يُدر لها دخلا طائلا ، وبالطبع أدى سوء إدارة الأنفاق إلى خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري ، فبدلا من أن ترد "حماس" الجميل لمصر جلبت لها المشاكل.
وبعد إكتشاف حقيقة الأنفاق بدأت السلطات المصرية في التصدي لها ، وهدمهاواحدا تلو الآخر ، وكان أخر القرارات ما أصدرته وزارة داخلية حماس المُقالة بقطاع غزة من إلغاء "هيئة الأنفاق" التي كانت تعمل سابقا في مراقبة الانفاق الحدودية مع مصر بعد إغلاق السلطات المصرية معظمها ، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة بغزة "إياد البزم" : "نؤكد أن هيئة الأنفاق التي كانت تعمل سابقا لم تعد قائمة اليوم، وتم الغاء أي قوة لها علاقة بالأنفاق، وما هو قائم الآن إدارة أمن الحدود في وزارة الداخلية والأمن الوطني".
1450 نفقا من إجمالي ما يُقارب ألفي نفق .. هذه حصيلة الأنفاق التي تخلصت منها القوات المسلحة المصرية ، إثر إكتشافها عمليات تهريب متنوعة من سيناء إلى قطاع غزة والعكس ، وكشف مصدر أمني مصري أن سلاح المهندسين في الجيش المصري نجح في القيام بإيجاد منظومة حديثة ومتطورة للكشف عن الأنفاق الأرضية بين مصر وغزة تُسمى "سينسور" ، موضحا أنه جار الآن تركيبها على قدم وساق خلال الأيام القادمة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة بين الرفحين المصرية والفلسطينية.
وأوضح المصدر أنه سيجرى وضع 13 جهازا دقيقا وصغيرا في الحجم على كل مساحة واحد كيلو متر، وبطول 13 كم الفاصلة بين مصر وغزة من أجل المراقبة والسيطرة على الحركة على الحدود المصرية مع القطاع ، وتشير مصادر بالحكومة المقالة بغزة إلى أن اقتصاد القطاع يعتمد بشكل أساسي على الأنفاق وبالتالي فهو تعرض لضربة جسيمة حتى أن خسائر قطاع غزة بلغت 230 مليون دولار شهريا، فضلا عن تزايد أعداد العاطلين عن العمل حتى بلغ إجمالي نسبتهم 43 % ، وهو ما يبدو معه أن "حماس" ضاق عليها الخناق ولن تجد مفرا سوى الرضوخ للإرادة المصرية.
من جانبه ، أكد اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية أن التهريب عبر الأنفاق صنع مليونيرات وأمراء حماس، لافتاً إلى تدمير 111 بيارة لتهريب الوقود تحتوي على 5 مليون لتر سولار ، وأشار إلى أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من أجهزة المحمول (1850 جهاز)، وكميات كبيرة من السجائر، ونبات البانجو المخدر.
وبالعودة للوراء قليلا ، فقد أرسلت المخابرات المصرية – من قبل - عدة إنذارات إلى عدد من قيادات حماس في غزة تطالبهم فيها بالتوقف عن أي محاولة لابتزاز مصر، فيما يخص عملية فتح معبر رفح بالشكل الذي يريده الجانب الحمساوي بدون أي ضوابط مصرية ، هذا وفقما تناقلته أجهزة سيادية مصرية ، مهددة قادة حماس أنها ستكشف امام الجميع حجم "بيزنس الانفاق" الذي يديره قيادات حماس والمليارات التي كونوها من وراء شق الانفاق الرابطة بين غزة وسيناء، ووصل حجم هذا البيزنس خلال العام الماضي فقط ما يقرب من 10 ملايين دولار وهو بيزنس يحتكره حوالي 80 من قيادات حماس على رأسهم اسماعيل هنية .
ولازالت خسائر "حماس" تتوالى كثمن تدفعه جراء مساسها بحدود مصر وأمنها القومي.