أوضاع دولة قطر وما يشهده كرسي الحكم من تأرجح واضح ، فقد تحولت قطر إلى دولة منبوذة من كل جيرانها، بسبب الحماقات التى ارتكبها أميرها السابق حمد بن خليفة ال ثان وزوجته الشيخة موزة الحاكم الفعلى للبلاد سواء فى عهد حمد الأب أو تميم الابن، حيث نسب مراقبون كل هذه الحماقات إلى الشيخة موزة باعتبارها العقل المدبر لكل ما شهدته قطر من انقلاب حمد على والده وأخيه وتميم على أبيه، لكن يبدو أن نهاية النظام ذى التاريخ الانقلابى البعيد، سينال منه انقلاب جديد يطيح بدولة «الجزيرة» التى أشعلت جذوة الصراع فى المنطقة، بعدما تأسست حركة «تحرير قطر» لأجل هذا الغرض، وحددت يوم 25 مارس الجارى لإسقاط النظام القطرى المتآمر.
عزل تميم
بعد التطورات الأخيرة التى انتهت إلى سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، أعلنت حركة «تحرير قطر» عن قيام خمسة وعشرين أميرا قطريا بعقد عدة اجتماعات فى إحدى دول الخليج، استعدادا لعزل زوجة حمد بن خليفة وابنه تميم أواخر مارس الجارى، وبرعاية دولة خليجية كبرى، وقرروا إنقاذ بلادهم من بين يدى «موزة»، ومبايعة الأمير عبدالعزيز بن خليفة ال ثان أميرا للبلاد بدلا من تميم، ووقعوا على مبايعة للأمير الجديد، ووقع معهم خمسون من قيادات المعارضة القطرية، وهم سعود بن أحمد آل ثان، وجاسم بن على آل ثان، وسعود بن قاسم آل ثان، وناصربن سحيم آل ثان، وسعود بن عبدالرحمن آل ثان، وجاسم بن سعود آل ثان، وعبدالعزيز بن أحمد آل ثان، وسعود بن سيف آل ثان، وراشد بن سيف آل ثان، وجاسم بن ناصر آل ثان، ومشعل بن على آل ثان، وحمد بن محمد آل ثان، وحمد بن جاسم آل ثان، وخليفةبن عبدالله آل ثان، وعبدالله بن سعود ال ثان، وعبدالله بن خالد آل ثان، وعامر على الكبيسى، وخليفة ربيعة الكبيسى، وأحمد محمد الكبيسى، وفهد على الكبيسى، وعيد محمد الكبيسى، وعبدالله ناصر الغانم، وخالد عبدالله الغانم، ومرزوق عبدالله الغانم، وخليفة محمد السليطى، وحمد ناصر السليطى، وناصر حمد السويدى، وفهد سالم السويدى، وسعود جاسم السويدى، وعبدالله حمد السويدى، وفالح سالم السويدى، وعيسى خليفة السويدى، وعلى سعيد السويدى، ومحمد ماجد السويدى، وسعد سلطان الهاجرى، ومحمد بن سعود الهاجرى، وحمد شداد الهاجرى، وأحمد الهاجرى، وفهد محمد الهاجرى، وسعد الهاجرى، وراشد فهد التميمى، وخالد محمد التميمى، وعلى مرزوق التميمى، وغانم راشد الكوارى، وسلطان أحمد الكوارى، وجاسم على الكوارى، وسعود عبدالرحمن الدوسرى، وسالم فالح الدوسرى، وفهد إبراهيم الدوسرى، وعلى حسن الدوسرى، ومحمد مرزوق الدوسرى، ومسفر منصور الدوسرى، وحمد مبارك القحطانى، وأحمد جمعان القحطانى، وحسين ناصر القحطانى، ومحمد سعود القحطانى، وناصر عبيد القحطانى، وعلى عايض القحطانى، وسعيد أحمد المالكى، وعبدالله حسن المالكى، وسلطان عوض المالكى، ومسعود عوض العلى، وعبدالعزيز سعود العلى، وإبراهيم خميس العلى، ومحمد سعد السبيعى، ومحمد سعود العازمى، وآخرون.
الحاضرون اتفقوا على أن كل المؤشرات تقول إن الموقف الخليجى تحول إلى مناهض لسياسات موزة فى قطر وأن استمرار تميم فى الحكم بات أمرا مستحيلا، وأن العالم ينتظر لحظة التغيير فى قطر، وأن الشعوب العربية تترقب هذه اللحظة، فى الوقت الذى يتمتع فيه «تميم» بمساندة قوية من الولايات المتحدة، فهل تنجح المعارضة القطرية فى الإطاحة «بتميم» من الحكم بالرغم من المساندة الأمريكية له؟ سؤال صعب يتردد وستكشف الأيام القادمة عن إجابته.
ثورة مارس
فى السياق ذاته أعلنت حركة تحرير قطر على لسان منسقها العام، على العيسى، عن تبنيها حراكًا شعبيًا يهدف إلى الإطاحة بنظامتميم قبيل 25 مارس الجارى ومبايعة عبدالعزيز بن خليفة الابن الثانى للشيخ خليفة وهو عم أمير البلاد الحالى تميم.
عاش عبدالعزيز فى منفى اختيارى بفرنسا، بعد أن كان القائد العام للقوات المسلحة القطرية برتبة «فريق» فى عهد والده، وكان مع والده الشيخ خليفة آل ثان فى أوروبا، عندما قام الشيخ حمد بانقلابه فى 27 يونيو 1995.
وأضاف المنسق العام فى بيان صدر الأسبوع الماضى، أن حركة «أحرار قطر» لا تعترف بالاتفاقيات التى وقعها النظام العميل فى قطر مع الحكومة الأمريكية بخصوص تواجد القواعد الأمريكية على الأراضى القطرية، لأنه فقد شرعيته ولذلك تعتبر القوات الأمريكية الموجودة فى قطر قوات احتلال، وعليها الرحيل فورا، وتطلب منه كذلك عدم التدخل لحماية النظام فى قطر أثناء الثورة وفى حالة مخالفة هذه المطالب، سوف يقاوم الشعب القطرى قوات الاحتلال بكل الوسائل المشروعة لمقاومة المحتل.
وشدد المنسق العام على أن النظام القطرى تفرغ لعقد اجتماعات قمة ورعاية مناضلين ونصابين – على حد وصفه – فضلا عن تخصيصهم جوائز لدعم الديمقراطية وحرية الإعلام، وهم أبعد ما يكونون عن الاثنتين، مؤكدا لا تستطيع جريدة فى قطر أن تهاجم فساد وزراء أو شيوخ فى العائلة المالكة، ولايتجرأ أحد على نشر صور زيارات المسئولين الإسرائيليين إلى الدوحة.
وتابع: الإعلام الذى تديره الشيخة موزة هو إعلام «بعين واحدة» أو أعور، يرى عيوب الآخرين ويجسدها ويضخمها. ويعجز عن رؤية عيوبه وثقوبه التى تملأ الجزيرة الصغيرة، التى يعرفها العالم باعتبارها المكان الذى توجد فيها أكبر قواعد عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة.
صفقة موزة وسعد الدين إبراهيم
وكشف حمد العنزى - عضو حركة تحرير قطر - عن تفاصيل صفقة بين موزة ومؤسس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية المقرب من الإدارة الأمريكية الدكتور سعد الدين إبراهيم، والذى حصل من خلالها على عشرة ملايين دولار فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، تحت غطاء دعم الديمقراطية فى العالم العربى، بعدما كان قد جمع بعض المعارضين وذهب بهم إلى الدوحة فى مايو 2007 متصورا أنه سيغير بهم خريطة المنطقة تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية ومندوب من السفارة الأمريكية فى قطر، إبان تولى الرئيس جورج دبليو بوش حكم الولايات المتحدة.
واضاف «العنزى» لـ «الصباح»: نسيت الشيخة موزة المسند وزوجها الأمير الذى انقلب على أبيه أن الشعوب العربية لا تصدق العملاء. ولا تقبل أن يكون أحد متحدثا باسمها أو وصيا عليها بأموال الآخرين. من ثم فشلت موزة فى الإصلاح السياسى الذى اعتبرته مشروعها القومى، واختارت سعد الدين إبراهيم بتوصية من الإدارة الأمريكية السابقة كمدير له، ومنسق ومروج لفكرة الفوضى الخلاقة التى تبنتها كونداليزا رايس وزيرة خارجية الإدارة الأمريكية السابقة تحت زعم الديمقراطية. ولما خف تأثير سعد الدين إبراهيم برحيل إدارة بوش، وفشل فى تقديم نفسه بصورة إيجابية للإدارة الأمريكية الجديدة.
وبعد انتهاء الدور الذى لعبه سعدالدين إبراهيم، فإن الشيخة موزة اختارت روبير مينار «فرنسى الجنسية» ليتولى إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام العام الماضى، وذلك بعد إبعاده عن منظمة «مراسلون بلا حدود» التى أوقفته، ولأن قطر متخصصة فى اختيار المطاريد وأصحاب المشاكل السياسية لتضعهم فى بؤرة اهتمامها. فقد وظفت «موزة» «مينار» فوراً.
وتابع العنزى : المسيو «مينار» كتب رسالة مفتوحة للشيخة «موزة» ضمنها انتقادات كثيرة للوضع فى قطر، قال فيها إن البلاد تعانى من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين، وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام. كما انتقد مشاركة الرئيس السودانى عمر البشير فى القمة العربية التى عقدت بالدوحة، منوها أن هذا يتعارض مع القانون الدولى، ويمثل استهانة بآلية من آليات الأمم المتحدة وهى المحكمة الدولية. ولكم أن تتصوروا وجه الشيخة «موزة» وهى تقرأ الرسالة المفتوحة التى بعث بها «روبير مينار» إليها فأصدرت أوامرها بترحيله عن البلاد، وأعطت توجيهاتها للصحف القطرية أن تسلخه حياً.. وهكذا نشطت هذه الصحف لمهاجمة «مينار»، ووجهت له انتقادات حادة مبررة قرار طرده بأنه سعى لإثارة الفوضى تحت اسم حرية الإعلام، وعدم احترامه للوضع الداخلى فى قطر، بانتقاداته المستمرة لغياب حرية الصحافة.
وفيما يعد تأكيداً لسيناريو الانقلاب الوشيك على السلطة الحاكمة فى قطر، كشف الكاتب الكويتى محمد صالح السبتى فى مقال له عن تصاعد حدة المعارضة داخل الأسرة الحاكمة فى قطر للسياسات الخارجية للدولة، والتى يقودها الأمير تميم بن حمد، الأمر الذى جر على قطر رياح الغضب من كبريات الدول العربية، فبعد استدعاء مصر سفيرها للتشاور، سحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، وبات شبح العزلة يقترب بسرعة من قطر فى ظل تصاعد التوترات السياسية هناك، واستعداد قوى المعارضة للإطاحة بتميم أواخر الشهر الجارى.