السعودية وقطر نحو الحرب

2014-03-07 07:25:04

#

الكاتب : طاهر عنان

ماذا وراء سحب السعودية والبحرين والامارات سفراءهم من قطر؟، ما هي حقيقة التوافقات السعودية القطرية التي لم تلتزم بها الدوحة؟، هل انتهى دور مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي العربية؟، وما هو محور الصراع السعودي القطري في المنطقة؟، ما هي المحاور المتشكلة في الخليج الفارسي؟، وهل تسير الامور باتجاه المواجهة العسكرية بين السعودية وقطر؟، وهل ستبتلع السعودية قطر؟ ........

قطر لم تلتزم بتعهداها في الوساطة الكويتية

قال الخبير في الشؤون الخليجية وفيق ابراهيم  التوتر امر طبيعي خصوصا بعد اللقاءات السعودية القطرية برعاية كويتية، والتي تعهدت قطر بموجبها بوقف دعمها  للاخوان المسلمين، ولبعض الجماعات المعارضة للسعودية في اليمن، منوها الى ان الصراع السعودي  القطري هو على قيادة الاحتجاجات في معظم العالم العربي.

واضاف ابراهيم: وبما ان قطر لم تتخل عن دورها بدعم جناح الاخوان المسلمين، فإن السعودية مازالت تدعم الفرق التكفيرية، مثل داعش والجبهة الاسلامية ومعظم الحركات المعادية للاخوان المسلمين وللانظمة في ان معا.

عمان وقطر في مواجهة السعودية والبحرين والامارات

وتابع:لذلك فالصراخ حاد ويهدد مجلس التعاون الخليجي بالتفجر اولا على قاعدة عمان وقطر من جهة، والسعودية والبحرين والامارات من جهة اخرى، غير مستبعد ان تنتهي بمناوشات على المستوى حتى العسكرى باعتبار ان السعودية متضايقة جدا من الدور القطري، وتعتبر ان قطر لا يحق لها ان تمارس دورا قياديا في العالم العربي.

واكد ابراهيم ان السعودية في اولوياتها ان تبعد قطر وتركيا، وان تحاول هي قيادة الاحتجاجات التكفيرية في العالم العربي وخاصة في سوريا والعراق ومصر واليمن.

واشار الخبير في الشؤون الخليجية وفيق ابراهيم الى امكانية تصاعد الازمة بين دول الخليج لفارسي حتى تفكك مجلس التعاون، وقال ان الراعي الاميركي للطرفين يمر بأزمة عدم تأييده لخيار نهائي في المنطقة في ظل التجاذب الحاصل بينه وبين روسيا من جهة، وبينه وبين ايران من جهة ثانية، ما يمكن ان يؤدي الى اشتداد الازمة.

السعودية حولت الاحتجاجات السياسية الى حرب طائفية وعرقية

وتابع ابراهيم: خاصة وانه ليس بوارد قطر ان تتراجع وهي المحمية بقاعدة العديد الاميركية الموجودة لديها، ولا بوارد السعودية ان تتراجع لانها تشعر للمرة الاولى من تأسيس ممكلة آل سعود ان هناك شيئا مريبا على مستوى المنطقة وقد يؤدي الى تدمير حتى ممكلة آل سعود على الرغم من قوتها.

واوضح: باعتبار ان سلسلة الاحتجاجات لا تنفك تنطلق من بلد الى اخر، وان الاردن الذي جعلوه كواسطة لمنع الاحتجاجات من الوصول الى السعودية وضعه الان مضطرب، ولذلك تشعر السعودية بأن عليها ان تقود العالم العربي في هذه المرحلة، وحتى ان تستعمل العالم الاسلامي في سبيل ضرب هذه الاحتجاجات  وتحويلها من مستويات سياسية واجتماعية الى مستويات طائفية ومذهبية وعرقية.

واوضح ابراهيم: كما تحاول السعودية وقطر تحويل معظم المطالب في العالم العربي الى صراع سني شيعي، كردي عربي، بربري عربي، ودائما يدفعون الامور في العالمين العربي والاسلامي بهذا الاتجاه وهمهم الاساسي ضرب الوحدة الاسلامية بكامل تجلياتها.

السعودية تريد ابتلاع قطر

اشار الخبير في الشؤون الخليجية وفيق ابراهيم الى ان لقطر تحالفاتها على مستوى الانظمة العربية والنظام العالمي، كما ان لدى السعودية تحالفاتها، لكنه اعتبر ان من المؤكد ان توازنات القوى على مستوى الخليج الفارسي هي لصالح السعودية، التي تريد زعامة المنطقة وابتلاع قطر وغيرها، مشيرا الى ان قطر دولة وهابية وآل تميم الذين يحكمونها ينتمون الى نفس العائلة التي ينتمي اليها محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية.

وتابع ابراهيم: لذلك فان السعودية تشعر بأن قطر دولة فائضة، لا دور لها، وهي بحاجة اليها اولا لكي تقضي على طموح هذه العائلة التي تتدخل في كل مكان، وهي لا حجم لها، وتعتبر السعودية ان من حقها ابتلاع قطر، متوقعا حصول اشتباكات عسكرية بين البلدين، خاصة وان عمان حليفة قطر ايضا لديها استقلاليتها التامة عن السعودية، وربما تنظم اليهما الكويت باعتبارها لا تؤيد التدخلية السعودية في شؤون بلدان الخليج الفارسي وتخشى على سلطتها من السعودية.

مجلس التعاون في النهاية

وخلص الخبير في الشؤون الخليجية وفيق ابراهيم الى ان السعودية تشعر بأنها في مرحلة تاريخية، لربما تستطيع ان تضم مختلف هذه البلدان،  مشددا على ان مجلس التعاون مهدد بالاضمحلال والانهيار بين ليلة وضحاحا وانفراط عقده، لان دوره قد انتهى، واليوم بدأت سياسة المحاور في الخليج الفارسي، معتبرا ان هذا يثبت ان كل هذه الدول التي تنتمي الى المدرسة الاميركية لا تزال تحتاج الى الراعي الاميركي لإدارة شؤونها.