المملكة العربيه السعوديه تستعد لاتخاذ إجراءات سيادية تتعلق بعلاقتها بجارتها الصغيرة قطر، وقالت: إن مسئولًا سعوديًا سلم أمير قطر رسالة عاجلة من الحكومة السعودية تتضمن مراجعة الرياض لعلاقتها مع الدوحة، وأن تغييرا كبيرا قد يتسبب في تجميد هذه العلاقة.
وقال مسئول سعودي، في تصريحات اليوم الأربعاء، إن هذه الخطوة ترجع إلى عدم وفاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، بتعهده المكتوب، والذي وقعه في القمة الثلاثية التي احتضنتها الرياض حول إيقاف استخدام الأراضي القطرية للقيام بأعمال تسيء لاستقرار في كل من مصر والسعودية.
وكشف المصدر أن المملكة وضعت قائمة من الإجراءات، من بينها إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من وإلى قطر، مضيفًا أن هناك قرارات أخرى منها تجميد رخصة الخطوط القطرية التي فازت بها لتدشين خطوط نقل جوية داخلية بين المدن السعودية، وتجميد اتفاقات تجارية جرى التوقيع عليها منذ عام 2006.
وذكرت المصادر نفسها أن أمير قطر عرج بعد زيارته إلى تركيا في طريق عودته إلى بلاده على الكويت، محاولا إحياء الوساطة الكويتية بين قطر والسعودية، قبل أن تتطور تحركات السعودية التي بدأت إجراءاتها بالطلب من الأجهزة الحكومية المسئولة حصر أوجه التعاون السعودي القطري والمصالح القطرية في المملكة.
وأشار مصدر سعودي مطلع إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كشف لبعض زوار قصر اليمامة عن غضبه من التوجهات القطرية المناوئة لأمن المنطقة واستقرارها، والمتعارضة مع مصالح مجلس التعاون الخليجي، وخاصة لجهة علاقات الدوحة مع أطراف لا تضمر الخير لأمن الخليج واستقراره.
وأشار المصدر إلى أن المخابرات السعودية رصدت دعما قطريا للحوثيين في اليمن، وأن المملكة قدمت ملفا للوسيط الكويتي يحتوي على أدلة واضحة على هذا الدعم، ويتضمن أيضا معلومات عن رعاية قطرية مالية لعناصر إخوانية سعودية، وتمويل عبر أحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة وبعلم من القيادة في الدوحة.
وقال إن وزير الدولة السعودي مساعد العيبان قام بجولات مكوكية، في محاولة أخيرة، لوضع دول خليجية في صورة كاملة حول الموقــف السعودي المرتقب من قطر، موضحا أن أمير الكويت طلب من الرياض إرجاء الإجراءات المزمع اتخاذها ضد الدوحة، إلى حين قيامه بوساطة قوية، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح، لكون القيادة القطرية دأبت على قطع الوعود بتغيير سياساتها، بل وتوقع في حضرة الملك عبدالله على تعهدات مكتوبة، دون أن يلمس السعوديون أية خطوات جديــة تترجـــم إلى تحرك في اتجاه التغيير، والتخلـــي عن دعم الحركات المتطرفة.
من جهة ثانية، كشف مصدر في الكويت أن الأمير تميم أكد، خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الأخير بالكويت، أن الدوحة بصدد اتخاذ إجراءات تتناسق مع الموقف الخليجي تجاه مختلف القضايا وخاصة القضايا مثار الخلاف.
وذكر المصدر أن أمير قطر التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وعرض عليه ما ينوي فعله لجعل الموقف القطري متناسقا مع الموقف الخليجي العام، لكن الفيصل طالبه بأفعال لا مجرد أقوال.
ويشير مراقب خليجي إلى أن المشكلة ليست في موقف الأمير تميم، بل يؤكد أن تميما حريص على التعاون مع الخليجيين، لكن تدخلات والده المتكررة، وضغطه على ابنه، ورعايته لملف الإخوان في قطر، ودعمه لهم يضعف من قدرة «تميم» على القيام بما تمليه عليه واجباته كأمير وقائد للبلاد.
وتسربت معلومات من الدوحة أشارت إلى أن «تميم» استطاع إقناع والده بحل وسط يتمثل في إرضاء السعوديين وحلفائهم المصريين من جهة، عبر إبعاد الإخوان عن الدوحة، وتلبية شغف الوالد بالإخوان عبر استمرار الدعم المالي لهم في كل مكان يتواجدون فيه.