على مدى الأسابيع الماضية، شهدت عدة مدن أوروبية لقاءات تمت بين قيادات أمريكية وأوروبية، وبعض الشخصيات المصرية، بهدف استعراض مجموعة من الشخصيات المصرية التى يمكن اختيار بعضها ليكون مرشحا يخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، وتلتف حوله بعض القوى السياسية المصرية التى تحظى بدعم خارجى وفى مقدمتها جماعة الإخوان والأحزاب والحركات المتحالفة معها، لمنع فوز السيسي.
المعلومات من عدة مصادر تشير إلى أن الشخصيات التى يتم التفاوض معها حاليا، كان بعضها جزءاً من المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأخيرة، فى حين أن أكثرهم - تحديدا أكثر من 6 شخصيات - مرشحون جدد لم يسبق لهم الترشح لانتخابات الرئاسة، وذلك حتى لا تدفع أمريكا بوجه «محروق»، وتستفيد من الدفع بوجه جديد.
وكانت باريس على مدار الأسابيع الماضية، قبلة لبعض تلك الشخصيات، حيث اجتمع هناك موفدون من واشنطن والتقوا ببعض هؤلاء المرشحين، بهدف الوقوف على مدى استعدادهم لتقديم ضمانات للإدارة الأمريكية حول عدة نقاط وفى مقدمتها العلاقات مع إسرائيل، وكذلك المصالحة مع جماعة الإخوان، التى أعلنتها مصر جماعة إرهابية.
موقع «وورلد نيوز» الاستخباراتى الأمريكى كشف تفاصيل أكثر عن حقيقة التحركات الأمريكية، موضحا أن واشنطن بدأت رسميًا التفاوض مع 16 شخصية من الشخصيات المصرية، ينتمون لأحزاب وقوى سياسية مدنية، وليست دينية، لترشيح واحد أو أكثر لرئاسة الجمهورية، لمنافسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، بعدما تأكدت الإدارة الأمريكية – وفقا للموقع- من أن السيسى سيعلن ترشحه للرئاسة استجابة للمطالب الشعبية.
الموقع الأمريكى كشف عن أن واشنطن تجرى لقاءات سرية منذ نحو ثلاثة أشهر مع عدد من السياسيين والشخصيات العامة فى مصر لحثها على الترشح للرئاسة لعدة أسباب أبرزها إحداث اختراق فى معسكر القوى السياسية المدنية الذى يمكن أن ينحاز للسيسي، وبالتالى تفتيت أصواته لصالح مرشح إسلامى يرشح نفسه فى الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي.
وطبقا لما كشف عنه الموقع الأمريكي، فالإدارة الأمريكية تسعى بكل ما أوتيت من قوة لمنع فوز الفريق السيسى برئاسة الجمهورية، لأنه رفض تعليماتها بعدم عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي، رغم الاتصالات التى كانت تتم بين مسئوليين أمريكيين والسيسى منذ 26 يونيو 2012، وتحذره من الغضب الأمريكى، ووصل الأمر إلى التهديد بفرض عقوبات على مصر ومنع تسليح الجيش المصرى وهى التهديدات التى رفضها السيسى.
من جهة أخرى أشار الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية لن تنسى للفريق السيسى رفضه التدخل لدى القضاء المصرى ومنع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وقادة جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن واشنطن تحمل السيسى مسئولية تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية مما يمهد إلى انتقال هذا التصنيف لمعظم دول العالم العربي، ومن ثم إلى دول عدة فى العالم، ويجعلها فى موقف محرج، فى ظل أن واشنطن يفترض أنها تقود مكافحة الإرهاب فى العالم، بعد هجمات سبتمبر، التى اتخذتها ذريعة لغزو أفغانستان والعراق.
الموقع لم يكشف صراحة عن الأسماء المصرية التى يتم التتفاوض معها، لكنه أشار إلى أن الإدارة الإمريكية تتحرك فى الوقت نفسه لترشيح مرشح إسلامى واحد ودعمه بكل الطرق، وسط تأكيدات أن ذلك المرشح المدعوم من أمريكا حتى الآن هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية.
مصادر أخرى كشفت عن أن إحدى تلك الشخصيات ذات خلفية عسكرية، حيث سافر إلى باريس عدة مرات، والتقى بوفد أجنبى بهدف مناقشة احتياجاته ومطالبه، للحصول على دعم لتمويل حملته الانتخابية، وكذلك الوصول لاتفاق حول تأييد جماعة الإخوان له، والمتحالفين معهم، للحصول على نسبة كبيرة من الأصوات، سواء من بين المؤيدين لمرشح ذى خلفية عسكرية، أو ممن ينتمون للإخوان وحلفائهم.
كما كشف الموقع عن المخطط الأمريكى لتوسيع الهجمات على الجيش المصرى وإثارة البلبلة بين جنوده.