مافيا حقيقية كشفت عنها أجهزة الأمن بالقاهرة أستخدمت خلالها السرية التامة فيما يشبه أفلام السينما حتي أصبح الرجل الكبير لهوا خفيا لا يعرفه من يعملون به سلسلة في السماسرة إنتشروا في ربوع القاهرة وأحيائها الشعبية الفقيرة ذئاب تجوب الشوارع بحثا عن فرائسهم فينقضون عليهم ولا يتركوهم إلا بقايا بشر ويتحول الضحايا إلي سماسرة جدد حتي تتسع الشبكة والتي أصبحت عنكبوتيه إمتدات من شمال القاهرة إلي جنوبها و من شرقها إلي غربها مازالت الأجهزة الأمنية تجوب الأرض بحثا عن بقايا أعضائها
فبعد أن وصلت معلومة إلي ضباط مباحث الأحداث بالقاهرة عن العصابة تسلسلت المعلومات حتي إنكشفت معالمها
وكانت البداية بمنطقة البساتين عندما ذاع صيت ياسر النقاش وصديقه حمدي العامل اللذين يستقطبان الشباب العاطلين والفقراء وخاصة الذين يأتون من القري والمحافظات الأخري بحثا عن فرصة عمل بالقاهرة وبعد أن يصطدموا بالواقع الصعب وهو عدم وجود فرص عمل يكون الذئبان في إنتظارهم بعد أن يتأكدا من سوء أحوالهم فيعرضان عليهم بيع كلاهم وأعضائهم ففي الوقت الذي يتأكدان فيه من أن الضحايا لا يمتلكون حتي ما يأكلون به يجدون من يعرض عليهم ألالاف الجنيهات و يشعرهم بأن كل مشكلاتهم سوف تحل ولبساطة أحوالهم وتعليمهم يجدون في عرضهما طوق النجاة مما يعيشونه من فقر فيرتمون في أحضانهم ويتركون أجسادهم وكأنها ذبائح تباع وتشتري وما أن تقع الفريسة وتنتهي العملية يفاجأ بأن الأموال التي حصل عليها لن تكفيه للعلاج من الامراض التي أصابته فيتحول إلي سمسار يوقع بغيره من الضحايا حتي تحولت إلي شبكه وفور إخطار اللواء جمال عبدالعال مساعد وزير الداخلية لقطاع مباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث لتتبع المافيا المنتشره في القبض علي2 من السماسرة بمنطقة البساتين واللذين قررا بأنهما إستقطبا6 أشخاص وأن دورهما يقتصر علي تسليم الضحايا إلي شخص يدعي عمر والذي لا يعرفون عنه سوي إسمه ضمانا لسرية العمليات التي يقومون بها وانهما يبحثون عن الشباب الذين يحضرون للقاهرة من القري والمحافظات بحثا عن عمل حيث يعرضون عليهم من12 إلي15 ألف جنيه عن كل كليه وأدلي المتهمان بإعترفات خطيرة حيث أرشدا عن حجرة بمنطقة مقابر اليهود بالبساتين وعلي الفور تم توجيه القوات التي تمكنت من ضبط10 أشخاص بداخلها كانوا يعدون لأن يكونوا ضحايا حيث ضبط بحوزة كل واحد منهم تحاليل وأشاعات قام الجناه بعملها لهم قبل أن يتم إجراء العمليات لهم لإستئصال الكلي من أجسادهم وكأنهم ينتظرون قدرهم كما تم ضبط5 آخرين ممن باعوا بالفعل كلاهم وحصلوا علي المقابل الذي انفقوه علي الادوية والعلاج من الالام التي لحقت بهم.
ليروي الضحايا تفاصيل المأساة حيث يقول محمود محمد ويبلغ من العمر29 عاما والذي يعمل نقاشا أنه حضر من الشرقيه بعد ضيق ذات اليد وتوقف الحال فأصبح لا يجد ما ينفقه علي اسرته وعلي الرغم من أنه يمتلك مهنه يعمل بها إلا أنه لم يجد العمل فقرر الحضور للقاهرة لعله يجد فرصة عمل إلا انه ظل لأكثر من شهر يبحث عن عمل دون جدوي حتي أصبح لا يجد ما يأكل به وفي تلك الأثناء إلتقي بياسر الذي عرض عليه بيع كليته وأغراه بأنه سيعطية15 ألف جنيه ويقول ما أن سمعت المبلغ فلم أفكر في المقابل وسلمني بعدها لعمر الذي تولي إجراء التحاليل والإشعات لي وطلب مني أن أقيم بالحجرة الموجودة بمقابر اليهود ويوم العملية حضر لي وبصحبته شخصا آخر وأعطاني حقنة لم أشعر بشئ بعدها إلا بعد إجراء العملية لي وظللت بالمستشفي عدة أيام وقبل خروجي حضر شخص وأعطاني حقنه ثانية ولم أشعر إلا وانا في نفس الحجرة التي أخذوني منها وأعاني الان من الأمراض ولا أجد ما أنفقه علي شراء الأدوية
أما حسني محسن والشهير بكريم الإسكندراني والذي لم يتجاوز الـ18 عاما فيقول حضرت من الأسكندرية وعملت لشهر في أعمال المقاولات وبعدها لم أجد عمل فأنفقت الأموال التي جمعتها من عملي طيلة الشهر وأصبحت لا أجد حتي ما أشتري به الطعام فكنت أتسول الاكل من الناس وأثناء جلوسي علي مقهي بمنطقة البساتين وجدت شخصا يدعي حمدي يتقرب مني وطلب لي مشروبات بل إنه عزمني علي الطعام بعد أن حدثته عن حالتي ووعدني بمساعدتي وفي اليوم التالي إتصل بي وطلب لقائي ووقتها قال لي بأنه سيعرض علي عرضا ينتشلني من الفقر فما كان مني إلا أن وافقت عليه قبل أن أعرفه حيث قال لي بأنني سأتبرع بكليه لأنقذ حياة شخص وفي نفس المال سأحصل علي12 ألف جنيه وما أن سمعت الرقم وأنا أكبر مبلغ امسكته بيدي في حياتي هو ألف جنيه سال لعابي وغاب عقلي وأصبحت عبدا له حتي أحصل منه علي المبلغ وإصطحبني إلي الحجرة بمقابر اليهود وطلب مني عدم مغادرتها إلا بعلمه وفي ظل عشرة أيام كنت قد أجريت العملية وبنفس الطريقه فقد خدروني قبل الخروج من الحجرة وأثناء الخروج من المستشفي.
كما إستمع رجال الأمن إلي أقوال المتهمين العشرة الآخرين الذين كانوا يتم تجهيزهم ويقيمون بنفس الغرفة التي إستأجرها الجناة حيث تم الوصول إلي5 سماسرة آخرين ألقي القبض علي3 منهم تبين أنهم في الأصل ضحايا تحولوا إلي سماسرة كما كشفت التحقيقات عن طبيبين أدلي الضحايا بأسمائهم بعدما إلتقطوها داخل المستشفيات التي تمكن رجال المباحث من تحديدها وهي مستشفيات خاصة شهيرة أحدها بمدينة نصر والثاني بالمقطم وتم القبض علي مديرها ورئيس قسم الكلي بها وهما إثنان من أساتذة الطب والثالث بمنطقة الزيتون وتم إخطار وزارة الصحة لإتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها ويواصل رجال الأمن بالقاهرة جهودهم لضبط باقي المتهمين, وأمر اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام تشكيل فريق بحث قاده اللواء محمد القصيري مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية بسرعة ضبط باقي المتهمين