سطلت وكالة (فرانس برس) الفرنسية الضوء على مدى الرعب والخوف الذى يملأ قلوب أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى من إمكانية توصل رجال الشرطة إليهم، ومدى الحيطة والحذر الذين يتبعونه لكى يصبحوا أكثر أمانًا وبعدًا عن أعين مخبرى الشرطة.
وأكدت الوكالة الإخبارية أنه منذ إعلان جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، وأصبح الخوف يملأ قلوبهم لدرجة أنهم يشعرون بالقلق من كل من حولهم بما فى ذلك أفراد أسرهم، وحذرين جدًا فى مقابلاتهم التى لا تتم فى الوقت الحالى إلا فى المساء، وأصبحوا يتبعون نظام التكتيكات ليخدعوا المخبرين.
وقالت "فرانس برس" "إن جماعة الإخوان، التى فازت فى جميع الانتخابات التى عقدت عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق المخلوع "حسنى مبارك"، وهى تعانى الآن من حالة فوضى كاملة، فى ظل وجود قياداتها العليا وراء القضبان والمئات من أعضاءها وأنصارها هاربين أو يعيشون فى خوف دائم.
ولفتت الوكالة إلى المدى الصعوبة التى واجهتها حتى تتمكن من إجراء مقابلة مع أحد أعضاء التنظيم الإرهابى، ووافق أخيرًا بعض أعضائها فى إجراء اللقاء، ولكن بأسماء مستعارة.
وكشفت الوكالة تفاصيل لقائها مع "إبراهيم"، 23 عامًا، المقيم بمنزله بالقاهرة، قائلة: عند مدخل العمارة التى يقيم فيها، والتفت الشاب، عضو تنظيم الإخوان، حوله بقلق إذ يخشى أن يراه أحد بصحبة صحفيين، خاصة أن يتشكك فى أن "بواب العمارة" يعد صديقًا مقربًا للشرطة.
وعند البدء فى الحديث، قاطعه صديقه "محمد" وسحب منه شريحة الهاتف المحمول قائلًا: "يمكن أن يسمعنا الأمن حتى لو كان الهاتف مغلقًا".
وقال إبراهيم "إنه يتخذ تلك الاحتياطات لأن السلطات تحاول خلق انقسام فى المجتمع وتشجع الشعب على الوشاية، ولذلك عليه أن يكون أكثر حرصًا مع هؤلاء الذين يطلق عليهم "المواطنون الشرفاء" أى الذين يتعاونون مع الشرطة ويبلغون عن جيرانهم".
أما "شيماء عوض"، 32 عامًا، ناشطة إسلامية من عائلة ذات نشاط فعال فى تنظيم الإخوان، قالت "إنها دائمًا تبتكر وسائل جديدة للتغلب على أنشطة السلطات ضدها".
وقالت "شيماء": إن الحيطة تجعلها تقلق حتى من أقاربها، خاصة أن "عمتها" خرجت لتفويض الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" التى كانت تعلم أنه تفويض لقتل معتصمى رابعة العدوية، وأنا كنت واحدة منهم".
ولفتت "شيماء" إلى أنها منذ يوم 4 يوليو وبدأت المتاعبت تواجههم، حيث اضطرت إلى الانتقال للعيش فى مكان أخر، وهو ما جعلها نادرًا ما ترى أسرتها.
وأضافت "شيماء" قائلة: "عندما أذهب لرؤية أسرتى، وطبيعى يحدث ذلك فى الليل ولا أبقى طويلًا لأننى أعرف أن قوات الأمن تزور منزلنا الجديد للبحث عنى.
وقالت "شيماء" مع ابتسامة خفيفة: أعلم أن اسمى على قائمة الإرهابيين، لذلك أنا لا أخبر أحدًا أين أعيش.. فلا يزال هناك العديد من الأشياء التى أريد القيام بها، ولذلك لن أسمح لهم للنيل منى بهذه السهولة".
مضيفة أنها تستخدم التكنولوجيا الحديثة لمساعدتها، حيث قامت بتنزيل تطبيق على هاتفها المحمول فى حال القبض عليها تقوم بالضغط عليه، وسوف يخبر أسرتها ونشطاء حقوق الإنسان على الفور، فضلًا عن إعطائها كلمة المرور لحساباتها على تويتر والفيسبوك والجى ميل لعدد من الأشخاص فى حال القبض عليها يغلقون حساباتها