كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن حركة حماس الفلسطينية تقوم بتدريب العناصر التفكيرية على إطلاق الصواريخ ضد الدبابات، وكيفية تفجير القنابل والقيام بعمليات إرهابية، وأضاف أن الحركة أوقفت استعداداتها لمواجهة إسرائيل للتفرغ لقتال الجيش المصرى وأفراد الشرطة المصرية.
وكشف نفس المصدر عن مفاجأة خطيرة وهى أن الحركة الفلسطينية والإخوان المسلمين والظواهرى تم التنسيق بينهم لإفراغ سيناء من الأجهزة الأمنية المصرية بتحويلها أولاً إلى مخزن إستراتيجى للسلاح الثقيل، وثانياً بمهاجمة القوات الأمنية الموجودة هناك فى محاولة لإفراغها تماماً من قوات الحماية، ولكنهم فشلوا بعد الضربات الأمنية الناجحة لقوات الجيش لهذه العناصر التكفيرية التى كان قد أفرج عنها المعزول محمد مرسى وسمح لها بالتوجه إلى سيناء.
ويضيف: أن حركة حماس قامت بتدريب هذه العناصر التى تسللت إلى غزة عبر الأنفاق على صناعة المتفجرات لاستخدامها فى نشر الإرهاب فى المحافظات المختلفة على غرار ما جرى الأسبوع قبل الماضى فى مديرية أمن الدقهلية ومبنى المخابرات العسكرية فى أنشاص والعمليات الأخرى فى مدينة نصر والإسماعيلية وغيرها.
وحسب نفس المصدر فإن رسالة وجدت مع أحد التكفيريين من الذين لقوا حتفهم فى مواجهة القوات المسلحة تكشف عن تغيير فى مخطط زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهذه الرسالة تكشف أن الضربات الناجحة للإرهاب فى سيناء جعلت هذه العناصر تقرر الهروب من سيناء لتعود إلى عمق المحافظات، وفحوى هذه الرسالة تؤكد أن أسلحة الإرهاب بدأت فى النفاد، وأن المواجهة مع الجيش محسومة لصالح الأخير، ويطالب كاتب الرسالة من زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى بالمساعدة، وحسب نصّ الرسالة «فإن الجيش ضيق علينا الخناق، ولم تعد لنا طاقة بمواجهتهم وأن أسلحتنا بدأت تنفذ».
وتكشف هذه الرسالة الخطيرة، حسب المصدر نفسه، عن أن الأوامر صدرت من الظواهرى بالتنسيق مع أعضاء بارزين فى تنظيم الإخوان لتغيير مخطط المواجهة على أرض سيناء إلى المواجهة فى المدن والمحافظات، وطبقاً لمعلومات الأجهزة الأمنية فإن هؤلاء التكفيريين الموجودين فى سيناء ينتمون معظم محافظات مصر كانوا قد تسللوا فى وقت المعزول محمد مرسى إلى سيناء، والآن صدرت الأوامر بالعودة إلى محافظاتهم التى ينتمون إليها والاختباء بعيداً عن أعين الأمن والقيام بعمليات إرهابية فى نفس المحافظة التى ينتمى لها هؤلاء الأشخاص، وكشفت العمليات الأخيرة فى المنصورة وأنشاط والإسماعيلية عن بداية تنفيذ هذه الأوامر، ولوحظ أن هذه العمليات الإرهابية تمت على أيدى إرهابيين ينتمون لنفس المحافظة كما جرى أخيراً فى مديرية أمن المنصورة.
من ناحية أخرى يقول نفس المصدر الأمنى: حسب خطة الظواهرى نجحت بعض العناصر الإرهابية فى الهروب والوصول إلى محافظاتهم، وفشل البعض الآخر وتم القبض عليهم، ومن خلال التحقيقات الدقيقة مع هذه العناصر اكتشفت الجهات الأمنية الخطة الجديدة التى تقوم بها جماعة الإخوان، ويستعيد نفس المصدر عصر المعزول محمد مرسى ويقول: إن حركة حماس كانت تقوم بتدريب هذه العناصر على إجراء تجارب على المتفجرات والصواريخ الجديدة والصواريخ مضادة للدبابات، والمعروف أن العناصر الفلسطينية تتدرب فى غزة بالنيران الحية، فالمنطقة الصحراوية الواسعة والمفتوحة من الصحراء أتاحت لهم إجراء هذه التجارب والتفجيرات بعيداً عن المناطق السكانية المكتظة فى القطاع.
وبعودة هؤلاء إلى المحافظات التى ينتمون إليها يقومون بتنفيذ العمليات الإرهابية التى دربتهم عليها حركة حماس فى غزة، فهم يعرفون الطرق والشوارع فى هذه المحافظات، وبالتالى فمعظمهم مصريون.
من ناحية أخرى يقول اللواء سميح أحمد بشادى، مدير أمن شمال سيناء، إن الإرهابيين لن يفلتوا من العقاب، خصوصاً أنه تم الدفع بسيارات خاصة للكشف عن المفرقعات بشوارع العاصمة العريش، وأن هذه السيارات مزودة بكلاب بوليسية مدربة على الكشف عن المتفجرات والأجسام المعدنية، وأوضح أن السيارات تعطى أصوات إنذار بوجود متفجرات فى المكان المستهدف، وفوراً يتم التعامل مع هذه المتفجرات وتفكيكها، ويؤكد أنهم ضيقوا الخناق على الإرهابيين تماماً بسيناء، فلجأوا إلى محافظات مصر المختلفة، وفى مفاجأة من العيار الثقيل يكشف اللواء سميح أحمد بشادى، أن المخطط الإخوانى مع حركة حماس وجماعات القاعدة كان إفراغ سيناء من الأجهزة الأمنية ليسيطروا هم عليها، لكننا استطعنا بفضل الله من محاصرتهم والقضاء على أعداد كبيرة منهم منذ ثورة 30 يونيو 2013، ويعترف مدير أمن شمال سيناء أن الثمن كان غالياً، فقد استشهد 70 شهيداً و107 مصابين من الشرطة، ويقول إن تراب سيناء أغلى من هذا الثمن.
تركنا مدير أمن شماء سيناء وذهبنا إلى إحدى الجهات السيادية التى لا تنام فى سيناء، لنلتقى بالمسئول عن مكافحة هؤلاء الإرهابيين والذى أوضح فى حدود المسموح بإعلانه فقط فى تلك الفترة عن المخطط الإرهابى ويبدأ بالقول: عقب عزل مرسى ظهر الإرهاب فى سيناء مرة أخرى، وأصبحت الحقيقة أن الإخوان هم رعاته، حيث إن بلطجية رابعة العدوية صفوت حجازى ومحمد البلتاجى، أكدوا أن انتهاء العمليات الإرهابية فى سيناء مرتبط بعودة مرسى، ولكن من الواضح أن الإخوان كانوا يحمون الإرهابيين والمتطرفين سواء بالعفو الذى حصل عليه بعضهم أو إطلاقهم أحراراً، هم وعملاؤهم فى حماس، وأضاف أن هناك خمسة تنظيمات جهادية بسيناء انضمت حول راية واحدة وهى راية أنصار بيت المقدس، وهذه التنظيمات هى: جند الإسلام، التوحيد والجهاد، التكفير والهجرة، السلفية الجهادية، ومجلس شورى الإسلام، وأن هذه التنظيمات الخمسة التى لا علاقة لها بأهل سيناء ومعظمهم غرباء وتضم من 1500 إلى 2000، عنصر إرهابى يتمركزون فى الجنوب فى كل من رفح والشيخ زويد والعريش وهى مناطق ملامسة للمناطق السكنية، وكذلك فى منطقتى جبل الحلال وجبل المغار وهى مناطق جبلية بعيدة عن المدنيين، وهذا التنظيم انضم إليه أفراد من كل محافظات مصر منها الإسماعيلية والشرقية والدقهلية والقاهرة والجيزة، وبعض محافظات الصعيد وأن أجهزة الأمن ضيقت الخناق عليهم بسيناء، وهذا ما كشفته إحدى الرسائل التى كانت بحوزة إحدى الإرهابيين بسيناء والذى تم قتله وكانت الرسالة تؤكد أن الجيش ضيق علينا الخناق ولم يعد لنا طاقة بمواجهتهم وأن أسلحتنا بدأت تنفد.
وأضاف أن سيناء تحولت فى الواقع إلى «عمق إستراتيجى لتخزين السلاح»، أما الأنفاق وما كان يجرى بها فسهلت هذه المهمة فضلاً عن مساندة الرئيس المعزول لمثل هذه العمليات وأن الوقت عندها كانت أيدينا مغلولة تماماً، وشكلت سيناء معبراً للمقاتلين من عناصر الجهاد ومن مختلف المحافظات، بل ومن بعض الدول الأخري، وأشار أنه من العجيب أن تلغى حماس استعداداتها لمواجهة الجيش الإسرائيلى، لتبدأ فى محاربة أجهزة الأمن المصرية، فحركة حماس شعرت بالارتياح بعد فوز الإسلاميين فى تونس ومصر بدأت تتصرف وكأن هذا الوضع سيدوم طويلاً، ولم تتوقع التغييرات الدراماتيكية التى حصلت فى مصر والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين مما تسبب فى فقدانها الدعم بكل أشكاله، أن التغييرات التى حصلت من غير شك ستجبر حركة حماس على تغيير سياساتها ومواقفها، والتفكير ملياً بهدف الخروج من هذا المأزق وبأقل الخسائر، والتأقلم مع التغيرات الجديدة، وخصوصاً أن مصر بعد الثورة لم تعد صديقة لحركة حماس، كما كانت إبان حكم الرئيس محمد مرسى، وأصبح الوضع الآن أصعب مما كان عليه فى ظل حكم الرئيس حسنى مبارك، وأضاف أن كل المخططات التى تنفذها حماس داخل مصر أصبحت مفضوحة تماماً، وأن نفى إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، وتصريحاته لا تعنى لنا شيئاً، فنحن نعلم تماماً أنها شريكة بطريقة أو بأخرى فيما يحدث على أرض مصر من عمليات إرهابية منظمة، فأسلوب التفجير الأخير بالدقهلية تفوح منه رائحة حماس بشكل قوى وكبير وكذلك نوع المواد المتفجرة، وأضاف أن أمننا القومى خط أحمر لأى إنسان وأن الفرصة مازالت متاحة أمامها لتغيير مواقفها، وفى النهاية أشار المصدر أن أجهزة الأمن لديها وبالأسماء عن أفراد تسللوا بالفعل إلى مصر فى فترات سابقة، وهم من يعدون السيارات للتفجير، وأن المنفذين من مصر ومن مختلف المحافظات، وأشار أن خطة الظواهرى البديلة فى نشر الإرهاب فى جميع محافظات مصر ستفشل، وأننا نعلم تماماً كل من ينتمى إلى هذه الجماعات وفى مختلف محافظات مصر.