زيارة ماكرون لمصر رسالة سياسية موجهة ضد أمريكا أو إسرائيل؟ الإجابة القصيرة: نعم، وبشكل ناعم وموزون. كيف؟ 1. فرنسا تحاول ترسيخ استقلالها عن القرار الأمريكي: ماكرون أكثر من مرة أظهر رفضه لسياسة التبعية لأمريكا، سواء في الملف النووي الإيراني أو في حرب أوكرانيا. زيارته للعريش ودعمه لوقف إطلاق النار تأتي بالتوازي مع اتجاه إدارة ترامب (إن عاد) أو حتى بعض الأصوات في واشنطن لدعم التصعيد أو تجاهل معاناة المدنيين في غزة. 2. رسالة غير مباشرة لإسرائيل: ماكرون لم يزر تل أبيب، بل اختار العريش – نقطة على حدود غزة، ومركز لنقل المساعدات الإنسانية. بهذا، هو يوجه رسائل تضامن رمزية وشبه سياسية للفلسطينيين، ويدعم الجهود المصرية في الوساطة دون الانحياز لطرف الاحتلال. 3. رسالة لأوروبا: فرنسا تريد قيادة الموقف الأوروبي تجاه غزة والشرق الأوسط بدلًا من أن تترك المساحة خالية لبرلين أو بروكسل. الملف الفلسطيني بقى ساحة تنافس دبلوماسي وأمني بين الأوروبيين أنفسهم. 4. ملف الرسوم الجمركية مع أمريكا: صحيح أن ماكرون لم يصرّح بذلك، لكن توقيت التحرك الدبلوماسي مع تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن يوحي بنوع من الرد السياسي عبر ملف حساس (غزة)، كأن فرنسا تقول: "نحن نتصرف وفق مصالحنا، ولسنا تابعين لأحد". الخلاصة: زيارة ماكرون لمصر (العريش تحديدًا) مش مجرد تحرك إنساني، بل خطوة سياسية مدروسة هدفها: تعزيز دور فرنسا الإقليمي الضغط لوقف إطلاق النار تأكيد الدعم للفلسطينيين والرد غير المباشر على محاور الضغط الأمريكية والإسرائيلية