الكاتب : صبرى الشحات
خط فاصل
الثاني والعشرين من فبراير الماضي ،هو خط فاصل في تاريخ المجتمع الدولي ما قبل ٢٢ فبراير وما بعد ٢٢ فبراير ، قبل ٢٢ فبراير كان العالم كله يسير في اتجاه واحد نحو امريكا والغرب ولم يكن آحد يحسب حساب لروسيا ، كانت امريكا صاحبة القرار الأوحد علي الكرة الأرضية ، اذا ارادت ان تغزوا دولة فعلت كما فعلت بالعراق وأفغانستان وسوريا ، وان ارادت ان تأخذ مقدرات بلد أخذت كما أخذت أموال السعودية والامارات بذريعة الحماية او المساعدة في الحرب اليمنية ، ولم يكن احد يشعر بروسيا كأنها دولة تعيش في معزل عن العالم ، تكتفي بالادانة والشجب ، حتي فعلت امريكا فعلتها وأرادت أن تعبث بأشياء روسيا وذهبت لنشر صواريخها علي الحدود الروسية الاوكرانية بعد اغوائها بالإنضمام الي حلف الناتو ، وهنا كانت البداية الحقيقية للتاريخ الجديد والحد الفاصل ٢٢ فبراير افاقت روسيا وأعلنت عن نفسها ، ولم يجرؤ أحد علي الدخول معها في حرب ، الكل هرب وراحت الزعامة الوهمية لأمريكا وتعرت اوكرانيا بعدما تغطت بأمريكا والغرب ، وبدأت بوادر عصر جديد ، ستنحصر فيه هيمنة امريكا وسيحل التوازن علي العالم وستنعم بعض الدول الصغيرة ، ومنها الدول العربية بالتنفس بعيدا عن الكابوس الأمريكي ، والأهم من ذلك كله ، ان العالم كله ادرك حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية العدوانية ، وانما يحدث للعالم بسبب السيطرة والنزعة الأمريكية التوسعية ، فلينعم الجميع بالهدوء وبالتاريخ الجديد مع العلم ان تلك الفترة لن تدوم كثيرا ولا اعتقد ان امريكا ستتحمل هذا الدرس القاسي ، اخشي ما اخشاه التهور وقتها يصبح ٢٢ فبراير اسوأ تاريخ علي الكون.