اذا اردة أن تعرف ما يحدث في السودان، لا بد ان ترجع لاسباب الازمة ستجده صراع بين اتنين من الجنرالات، مثل اوضاع مصر قبل الحملة الفرنسية صراع بين ابراهيم بك ومراد بك اذا اردة أن تعرف لا بد من الرجوع للخلف الجنرال الاول على اليمين هو "حميدتي" محمد حمدان دقلو، من الرزيقات في دارفور وما حولها، يرأس ما يعرف بقوات "التدخل السريع وهو من الرزيقات والرزيقات اصلهم من العرب الوافدة اللتي اختلطت بالقبائل الافريقية مثل البرتي والداجو والزغاوة في غرب السودان، عملهم كان رعي الماشية والبقر ومنهم المرتحل ومنهم قاطع الطريق، مثلهم مثل اي بدو رحّل بداية تكوين الميليشيا كانت في حرب الانفصال بين الجنوب والشمال عندما كانت دارفور في الغرب حاولت تستقل عن السودان في ٢٠٠٣ وبدأت مناوشات بينهم كمزارعين وبين البدو الرحل على الاراضي والمياة العذبة .. حكومة السودان عندما فشلت في انهاء الصراع في دارفور نظرا لظروف ارض المعركة وحروب الشوارع وعصابات، كونت جيش شعبي من القبائل العربية اسمتهم "جيش الجنجويد"، وقائدهم زعيم قبيلة من المحاميد اسمه الشيخ موسى هلال ودخلوا على دارفور، وللاسف لانهم ميليشيا فقد اتهموا في جرائم حرب دولية، ومنهم قائد الميليشيا حميدتي المؤسس الحقيقي والزعيم الروحي هو الشيخ موسى هلال، لكن قائدها العسكري هو حميدتي اما الجنرال الثاني من الشمال فهو البرهان، الذى تقابل مع حميدتي اول مرة في ازمة دارفور ٢٠٠٣م، لكون البرهان وقتها كان العقيد المسئول عن الاستخبارات العسكرية والمسئول عن هجمات الجيش والميليشيات على دارفور عندما كان حميدتي قائد ميليشيا وقتها. من هو حميدتي ظهر اسم "حميدتي من الرزيقات على الساحة عندما كان راعي غنم واصبح تاجر ابل بين ليبيا ومالي وتشاد، واسس من القبائل العربية الموالية له جيش كبير يحمي القوافل العربية في طريقهم للتجارة، ومع اندلاع ازمة دارفور وضع يده على مناجم ذهب في دارفور و تشاد جعلته فى غنا فاحش، فقربه عمر البشيير اليه، واعطاه امتيازات عسكرية لا يحصل عليها سوى قائد جيش. عند ازمة دارفور بدأت، اخذ جنوده وانضم للميليشيا في دارفور ولميليشيا الجنجويد واتهم بجرائم الحرب بقيادة موسى هلال، انشق عنها حميدتي وضم اغلب رجالتها لقواته، وكانت رتبة فريق من البشير زي على الرغم من انه ما كان في الجيش اصلا ولم يدرس فى اى كليه عسكريه ولكن كبر جيشه وتزود بالاسلحة الخفيفة وعربيات الدفع الرباعي لان البشير كان يعتمد عليه ويدافع عند حصول اي مشكلة الجنجويد انقسموا لقوتين، واحدة بقيادة الشيخ "موسى هلال" تحت اسم حرس الحدود، وجيش تاني اكبر اسمه "الدعم السريع" تحت قيادة حميدتي، وبدأوا يتصارعوا مع بعضهما، والنصر كان لحميدتي وموسى هلال اعتقل، وقواته اتفرقت. بعد ذالك الحكومة قررت هيكلة ميليشيا التدخل السريع سنة ٢٠١٣م وفي ليلة وضحاها اصبحوا تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان، واصبحوا جزء من الجيش اصلا، والقائد هوا حميدتي نفسه. في ٢٠١٩ حدثت مظاهرات شعبية، وحميدتي تخلى عن البشير واعلن عدم التدخل في فض المظاهرات، وتولى احمد عوض بن عوف مهام الرئاسة في الفترة الانتقالية يوم واحد، ولم يكن له شعبية إلى أن وصل الحكم لقائد القوات البرية السودانية "عبد الفتاح البرهان" وانقلب على رئيس الوزراء وقتها عبد الله حمدوك في ٢٥ اكتوبر . بعدها ظهر فى الصورة؟ حمديتي الذى يمتلك شركات تجارية وتجارة دهب واموال كثيره وحلم بالزعامة، وجيش ميليشيا مكون من قبائل عربية، وبواقي ميليشيا الجنجويد، ومرتزقة مجندين. البرهان وحميدتي اتفقوا، وتم تعين حميدتي في يوم وليلة نائب قيادة المجلس العسكري الانتقالي لكن حميدتي غير رأيه، واعلن انه كان مخالف لقرارات البرهان من البداية، وان قراراته دي بترجع النظام السابق، والبرهان برر قراراته انها لتوسعة مشاركة القوى السياسية في ٢٠٢١م الى أن وقعوا مع بعض الاتفاق الاطاري، الاتفاق الذى ينص على تسليم السلطة للمدنيين بشرط أن تندمج قوات "التدخل السريع مع الجيش السوداني، وشركاته تذهب لوزارة المالية خلال سنتين وهى نهاية الفترة الانتقالية . هذا الاتفاق لم يعجب حميدتي، لانه خائف انه لو اندمج الجيش قبل الانتخابات والدستور وقبل تسليم السلطة، هو نفسه سيذهب مع الريح خصوصا انه مطلوب دوليا منذ وقت ازمة دارفور، ولكنه وافق بشرط التسليم خلال ١٠ سنين. هذا البند ده يجعل البرهان يسيطر على الدعم السريع ويقلل من نفوذ حميدتي، هذا ما جعل حميدتي مرعوب منه، بجانب مادة اخرى تقول ان رتب ظباط الدعم السريع تتراجع لو اندمجوا للجيش النظامي، وحميدتي يرفض وصمم ان يدخلوا برتبهم الحالية، بند تاني هو قانون ايقاف التجنيد للدعم السريع .. حصلت اتهامات بتجنيد افراد من قبائل عربية خصوصا من الرزيقات وهى قبيلة حميدتي في الجيش النظامي وتوزيعهم داخل اجهزة الجيش، واغلبهم من حرس الحدود التي هي فى الاصل قوات موسى هلال، وهذا يخل بقانون الدمج لانه يجند افراد من قبيلته في الجيش وانت تمنع التدخل السريع من التجنيد فقالك وقام بتجنيد كام الف جندي من القبائل ونقلها بالسيارات للخرطوم العاصمة. هو بند القيادة، مين يتولى قيادة الجيش بعد الدمج البرهان اتهم حميدتي انه بيحشد الجيش في العاصمة الخرطوم وبيجند جنود جديدة بدون علم الجيش النظامي والقيادة، وحميدتي يرد يقول ان قرارات البرهان غلط، وان تحركات غير قانونية، والمدنيين يقومون بالتوسط بينهما ولكن حدث ما لا يحمد عقباه بينهما إلى صباح اليوم حصل الاشتباك الذى لا يعرف احدمن منهم بدء بدأ فيه البرهان يقول ان حميدتي بدأ لانه حاول ان يسيطر على قصر الرئاسة والمطارات، وحميدتي يقول ان الجيش هوا الذى بدأ عندما هجم على بعض قواعد قوات التدخل السريع في الخرطوم وهذا يقول انه سيطر، وهذا يدعى انه سيطر، والحرب بينهما ولم يعرف احد حتى الان وكل واحد منهم يبحث على مصلحته وسيطرته. الفكرة كلها في ازمة السودان الشقيق بعيدا عن التفاصيل دي كلها، هي بناء وحدات في الجيش ولائه قبلي لقائد بعينه وليس ولاء عام للدولة واركانها، انظمة عسكرية مستقلة تتنافس بينها وبين بعض، ومحاولة تشريعها ودمجها في جيش واحد، وهذاضد مصالح القادة مثلما قلنا وكله يقع فوق رأس المدنيين،