قصة يأجوج ومأجوج

2021-10-30 20:31:01

#

الكاتب : طاهر عنان
يأجوج_ومأجوج مكنوش شخصين زي ما الإسم بيوحي , ولا كائنات فضائية زي ما البعض بيزعُم.. دي أسامي قبيلتين من نسل يافث بن نوح قبيلة يأجوج إسمها مأخوذ من أجيج النار يعني إلتهابها بشدة وقبيلة مأجوج إسمها مأخوذ من الماء الأجاج الي هو شديد الملوحة لدرجة انه بيحرق من كتر ملوحته .. أو يُقال مأخوذ من ماج الماء يعني تقلّب وإضطرب و أسمائهم لوحدها خير دليل على غلظتهم الغريب والمميز فيهم شكلهم اللي غريب عن البشر شوية.. وشهم عريض مدّور ومُسطح ومليان، عيونهم صغيرة، شعرهم اسود محمر أقوياء جداا ومحدش يقدر عليهم. أعدادهم كبيرة لدرجة أنه في أحاديث عن يوم القيامة لما ربنا يأمر بإخراج أقوام من النار للجنة هيخرج شخص واحد بس من كل 1000, والمقصود إن الـ999 من يأجوج ومأجوج هيفضلوا في النار , و الواحد ده من باقي نسل آدم هو الي هيخرج للجنة - والمراد أننا نلاحظ قد إيه عددهم كبييير جدا حتى رغم مقارنتهم بباقي النسل كله - فتخيّل كمية الفساد الي ممكن تحصل بـ قوم أضعاف أضعافنا عدداً وقوةً وبأساً _ اللي حصل إنهم كانوا أقوام مفسدة ف الأرض، بيئذوا كل القبائل الي جنبهم , بيهجموا عليهم مرة كل سنة ياخدوا كل خيرات البلد ويتسببوا في قتل الناس وإصابتهم ويمشوا. وكان في الوقت ده في ملك صالح يُلقب بـ ذي القرنين , ربنا ميّزه بالتمكين ف الأرض (إنا مكنّا له في الأرض) يعني إداله الإمكانيات الي تخليه يقدر يتصرف زي ماهو عايز. ذو القرنين مكنش نبي ولا من الأولياء فهو اللي عنده مكنش معجزات ولا كرامات , إنما ربنا ملّكه مفاتيح العلم ,, فبقى في أيديه علوم الهندسة والجغرافيا والفيزيا وغيرها وكان عليه كيفية التصرف بها بمعنى إن ربنا إداله الأسباب الي يقدر من خلالها يوصل لأي حاجة هو عايزها وينفذها (وآتيناه من كل شيء سببا) .. فـ كان بيتّبع الأسباب دي ويمشي ف الطريق الي ربنا سمحله بيه عشان يوصل لـ مُراده (فأتبع سببا) كان بيمشي بـ جيشه في شرق الأرض ومغاربها يُرسي حكمة الله في أرضه ويُقيم العدل والصلاح في كل مكان يروحله من ضمن رحلته أنه إتجه غرباً حتى وصل لمغرب الشمس ,, بس إيه مغرب الشمس دي ماهو في أي مكان في الأرض فيه غروب! لأ هنا بقى المقصود أنه وصل لآخــر أرض معمورة بالسكان -في زمانه- من جهة الغرب فلاقى الشمس بتغرب على أرض زراعية مليانة عيون ميّة ,( فوجدها تغرب في عينٍ حمئة) الحمئة دي الرماد ,, والمقصود بيها إنعكاس الطين الي ف الأرض الزراعية على العيون اللي في الأرض خلّى لون العين كأنه إسود ,, فبقى شكل الشمس وهي بتغرب كأنها داخلة جوا عين الميّة السودا المهم إن أهل الأرض دي كانوا ناس ظالمين ,, فربنا خيّر ذي القرنين قال (إما أن تُعذب وإما أن تتخذ فيهم حُسنا) , طب الظالمين يستحقوا العذاب وده منطقي إنما إيه وجه الإحسان الي ممكن يكون مع ناس ظالمة؟! الإحسان إنه يوّعيهم يمكن يكونوا من أهل الغفلة ولما يلاقوا الي يفهمّهم ويذكّرهم يتعظوا ويرجعوا عن ظلمهم فكان قرار ذي القرنين إن (من ظلم فسوف نعذبه ) ولاحظ قال فسوف , وده دليل إنه مش هيحاسب حد بأثر رجعي , لا ده هيفهّمهم الأول وبعد كده يديهم مهلة واللي يظلم فيهم بعدها هو اللي هيتعذب أما (من أَمن وعمل صالحا فله جزاءً الحسنى) وإبتدا من أول وجديد يُرسي العدل في القرية ويبدّل دولة الظلَمة بدولة جديدة على أُسس مُنصفة _ إتجه بعدها لـ مشرق الشمس ..وقد يكون ده سبب تسميته ذو القرنين [لأنه بلغ قرني الأرض ,, أي مغرب الشمس ومشرقها] ويُقال لأنه كان لابس خوذة عليها قرنين زي بتاعت المغول ,, ويُقال لأنه وازن بين قرن العلم وقرن الإيمان و طبّق الاتنين سوا إختلفت الأقاويل والنتيجة واحدة .. إن مش هيفرق معانا أصلا سبب التسمية كان إيه بس للعلم بالشيء مش أكتر المهم لما وصل للمشرق أو زي ماقولنا لآخـر أرض معمورة من جهة الشرق لاقى فيها ناس مافيش بينهم وبين الشمس أي ساتر لا مباني ولا شجر ولا حاجة خالص (وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا) .. أغلب الظن إن الأرض نفسها مكنش بيثبت عليها بناء ,[ أو يُقال إنهم كانوا من البلاد الي الشمس عندهم بتقعد 6 شهور نهار من غير ليل] المهم إنهم كانوا متعرضين لشمس مميتة طول النهار ,, كانوا بيهربوا منها بالإختباء في الماء أو يُقال في الأسراب , ولما تغيب يطلعوا يعيشوا وياكلوا .. مانعرفش ذو القرنين عمل معاهم إيه أو ساعدهم إزاي لأن القرآن ماذكرش تفاصيل أكتر من كده عن القصة دي بس أعقب بقوله تعالى (كذلك وقد أحطنا بما لديه خُبرا) .. فـ ربنا وحده اللي عالم باللي حصل معاه في القصة دي وفي غيرها .. وقيل في معنى (كذلك) إنه حكم فيهم زي ماحكم في أهل الغرب _ كمل ذو القرنين مسيرته لحد ماوصل عند قوم عايشين بين سدين , ويُقال في منطقة محيطة بجبلين أو منطقة مليئة بالجبال .. [الجبال دول اللي كان قوم يأجوج ومأجوج ساكنين بينهم .. / يعني الناس دول جيران يأجوج ومأجوج ] وقوله تعالى (لايكادون يفقهون قولا) فسره بعض العلماء أنه من هول المصيية اللي هما فيها مكنوش قادرين يعبّروا , وفسرها علماء آخرين إنهم كانوا بيتكلموا لغة غريبة وصعبة , وفسرها آخرون إنهم جُهلاء في العلم [واستدلوا على الجهل ده بطلبهم بناء السد بدل الردم] وفسرها آخرون إنهم لا بيتكلموا ولا بيسمعوا فـ إتفاهموا مع ذي القرنين بالإشارة.. المهم إن الناس دي كانوا عارفين ذي القرنين وده يبيّن قد إيه كان مشهور. قالوله يا ذي القرنين هنديّك اللي إنت عايزه من الأموال بس تبني سد بيننا وبين يأجوج ومأجوج وافق على مساعدتهم ورفض أي مقابل وقال العلم اللي ربنا إداهوني خير من أموالكم مكنش عايز فلوس بس كان عايز عمالة ,, ناس تشتغل معاه لأن المأمورية كبيرة وصعبة ومحتاجة قوى عاملة كتير ,, (فأعينونني بقوة) ومن بلاغة القرآن إنه صححلهم المطلوب بإنهم هيبنوا ردم بدل سد والفرق من وجهة نظر هندسية إن السد بناء حي والردم بناء ميت فالسد له عمر إفتراضي بيمتد لعشرات السنين ولما يفنى ويُهدم بيتحوّل لـ بناء ميت أما الردم هو من الأصل بناء ميت ,, فبيعيش ماشاء الله له من السنين من غير ما يفنى .. إبتدوا فعلاً يبنوا الردم وطلب منهم حديد وعملوه ألواح متساوية حطوا الألواح مع بعض بين الجبلين وإبتدوا ينفخوا فيها النار عشان تحمى لما أحمرّت جابوا نحاس مُذاب دلقوه عليه وهو سخن وبـ كده تفاعل النحاس مع الحديد عمل حاجتين : • صنع سد منيع وقوي صعب جداااا إن حد يكسره • جعل الردم أملس فبقى إستحالة حد يتسلّقه .. وده معنى قوله تعالى (فما إسطاعوا أن يظهروه ) يعني يتسلقوه ومن ساعتها قوم يأجوج ومأجوج محبوسين في مكانهم على الأرض ,, وخروجهم منه هيكون من علامات قيام الساعة _ يُحكى في حديث خروج يأجوج ومأجوج إنهم كل يوم يقومون بهدم السد بكل قوتهم ,, فعندما يبتدوا يبانلهم شعاع الشمس من ورا السد ويكون على وشك الهدم يقول قائدهم نكمل غدا يرجع السد كما كان بقدرة ربنا ياتوا غدا يجدوا السد عاد مثل الأول ويبتدوا من أول الى أن ياتى يوم القائد يقول لهم غدا ب نكمل - إن شاء الله- فيحضروا اليوم اللي بعده يجدوه كما تركوه آيل للسقوط ,, فيكملوا عليه ويهدم بأمر الله (فإذا جاء وعد ربي جعله دكآء ) يخرجوا ساعتها على البشر و (من كل حدب ينسلون) يعني يحطون من الأماكن المرتفعة بسرررعة وكثرة وبينتشروا في الأرض ويسعوا فساد فيها لدرجة إن بعض منهم يمرون على بحيرة -يُقال إنها بحيرة طبرية- فيشربوها مرة واحدة ويجغلوها أرض قاحله قبل ماياتى الباقيين _ ويقومون بتخريب الدنيا إلى أن ياتى أمر الله فيرسل عليهم"نغف" وده إسم الحشرات اللي تكون في أنف الجمل , فيقضي عليهم! سبحان الله الجبّار في الأرض ربنا يجعل نهايتهم على أهون سبب حتى لا نعظّم الأسباب ونعظّم المُسبب سبحانه وتعالى