هروب الشيخ حسان الى دولة الكويت

2014-04-29 15:51:55

#

الكاتب : طاهر عنان

الحقيقة التي يستخدمها كثيرون تحت المصطلح الشيك «الخروج الآمن».. الشيخ السلفي محمد حسان كان آخر أبطال هذا الخروج، مثله مثل كبار مشايخ التيار السلفي الذين يفضلون الابتعاد قليلا عن «مناطق السخونة السياسية» حتى تهدأ الموجة ثم يعودون لاعتلائها مرة أخرى.

الشيخ حسان أعد عدته واتخذ خطوة «الخلعان» في توقيت ارتبط اسمه كثيرًا بدعم المشير عبد الفتاح السيسي، فخوفه من الإعلان عن ذلك، جعله يتوجه إلى البحث عن مخرج من البلاد هذه الفترة بالتزامن مع جولتين للدعوة السلفية في الكويت والسعودية لدعم المشير عبد الفتاح السيىسي في لقاءات عرضت فيها الدعوة موقفها بوضوح لأتباعها في الدولتين الخليجيتين.

«تضييق الأوقاف»
إلا أن مصادر مقربة من الشيخ محمد حسان أكدت  أن الشيخ السلفي تحدث منذ فترة مع عددٍ من قيادات بارزة في دولة الكويت، عبر فيها عن رغبته في الخروج من مصر، خلال الفترة المقبلة، بعد أن أصبح محاصرًا من جانب وزارة الأوقاف التي ترفض صعوده منابر مساجدها، بالإضافة إلى حصار الإخوان الذين لا يتركون الشيخ يكمل خطبة أو يحضر محاضرة، إلا ويهاجمونه بسبب رفضه دعم الرئيس المعزول.

المصادر نفسها قالت إن وفدًا كويتيًا التقى الشيخ محمد حسان، خلال الأسبوع قبل الماضي، واتفقوا معه على الانتقال للإقامة في الكويت، خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وإلقاء خطب ودروس بشكل مستمر في مساجد الكويت مع الاستقرار على منطقة الفيحاء لاستضافته، وكذلك إلقاء درس يومي في مسجد الفارس بالمنطقة نفسها مقابل مبالغ مالية يتحصل الشيخ عليها بنص عقدٍ بينه وبين رجال أعمال كويتيين.

كما كشفت المصادر أن الشيخ سيلقي دروسًا أسبوعية عبر شاشة التليفزيون الكويتي ومن خلال بث مشترك بين القنوات الكويتية وقناة الرحمة التي يشرف عليها الشيخ حسان، وكذلك تمويل قناته ودفع حق البث والذي ينتهي هذا العام 2014.

«اتصالات تمت بين الشيخ وقيادات من الدعوة السلفية في مصر قبل خروجه، وكذلك من حملة المشير السيىسي، لإقناعه بالانتظار وإقناعه بدعم المشير في الانتخابات القادمة، وبالفعل رد حسان بالإيجاب معتبرًا المشير القادر على المرور بالبلاد في تلك الفترة إلى بر الأمان، إلا أن الضغوط التي تعرض لها الشيخ جعلته يطلب السفر إلى خارج مصر مع دعم المشير أيضًا من هناك.

وأشار إلى أن عددًا من رجال الأعمال المصريين والكويتيين عرضوا على الشيخ الإقامة الكاملة قبل السفر للكويت، في مقابل دعم المشير عبد الفتاح السيسي، لكنه قرر السفر أخيرًا بعد الاتفاق الكامل برعاية من وزارة الأوقاف الكويتية.

«مصالحة الإخوان والسيسي»
أما المفاجأة الثانية، فجاءت على لسان مصادر أخرى، عندما قالت  إن الشيخ حسان سيقود وساطة للصلح بين السيسي وقيادات الإخوان بعد اتفاق توصل إليه الشيخ السلفي مع عددٍ كبيرٍ من قيادات الإخوان الذين تحدث معهم خلال الفترة الماضية، واتفقوا على استقدام عددٍ من القيادات الإسلامية الهاربة من قطر إلى الكويت، للاتفاق ومناقشة كافة التفاصيل تمهيدًا لبدء حوار مصالحة حقيقية تتبناها الكويت وستقوم بعرضها على مجلس التعاون الخليجي ومصر أملا في إنهاء العنف بالبلاد.

وفى نفس السياق، أكدت مصادر داخل الدعوة السلفية أن الشيخ شريف الهواري ووفدًا من الدعوة التقى الشيخ محمد حسان في زيارتهم للكويت، الأسبوع الماضي، وأشار إلى أنهم تواصلوا معه للقائه وهو ما حدث بالفعل، وناقشوه في الأجواء التي تشهدها البلاد وتصرفات جماعة الإخوان، الفترة الماضية، ورد عليهم «حسان» بأنه خرج من مصر رغبة منه في الابتعاد عن العنف والتضييق الذي تعرض له.

حسان قال للهواري كذلك، بحسب مصادر ، إنه سيعلن دعمه للمشير السيسي في الانتخابات، خلال الفترة الماضية، بناء على الشروط التي وضعتها الدعوة السلفية والاتفاق بينهما، ووافق بالفعل على وثيقة الدعوة السلفية المتفق عليها بين برهامي والسيسي.

وتنص الوثيقة على العمل على مصالحة سياسية برعاية الأزهر، تبدأ خلال عام كامل، والعمل على دمج شباب الإخوان والإسلاميين في الحياة العامة وإلغاء مادة حظر الأحزاب على أساس ديني وأن يكون هناك تطبيق تدريجي للشريعة الإسلامية.

وكشفت المصادر عن تفاصيل الوفدين اللذين أرسلتهما الدعوة السلفية إلى السعودية برئاسة الشيخ أبو حطيبة والكويت برئاسة الشيخ شريف الهواري، قائلة إن الهدف من تلك الزيارة هو التواصل مع أبناء الدعوة الذين يدرسون في الدولتين لتوضيح حقيقة موقفها من الانتخابات الرئاسة ودعم المشير السيىسي وأهمية دعمه خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل عدم تواجد مرشحين آخرين، بالإضافة إلى أن كل مؤسسات الدولة تساند السيسي وهو ما سيعيد هيبة الدولة، بحسب المصادر.

وأضافت المصادر أن مشايخ الدعوة بمساعدة من رجال أعمال سعوديين وعرب وعلماء مسلمين ساعدوا وفد الدعوة في عقد مؤتمرات للدعوة وندوات لتوضيح موقفهم من دعم المشير في الانتخابات القادمة.

وأوضحت المصادر أن وفد الدعوة السلفية التقى في جولته بعدد من رجال الأعمال السعوديين والكويتيين، في إطار خطة الدعوة لجذب مزيدٍ من الدعم لمشروعات الدعوة، خلال الفترة الماضية، والتي توقفت بسبب حملات الإخوان في الخليج طوال الفترة الماضية وتشويه صورة الدعوة الأمر، ما أدى إلى وقف عدد من مصادر الدعم العربي لرجال برهامي من جمعيات كويتية وسعودية، وتوقفت على أثرها العديد من مشروعات السلفيين الفترة الماضية.

وشددت المصادر على أن الدعوة سوقت لموقفها خلال الفترة الماضية وحقيقته من عزل الإخوان بالأدلة التي استندت عليها في ندوات كثيرة، جمعت بين شخصيات سعودية ووفدي الدعوة إلى كل من «السعودية» وضم الشيخ أحمد حطيبة، والشيخ محمود عبدالحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة، وعبدالله بدران، أمين حزب النور بالإسكندرية، والشيخ مصطفى دياب، مسئول قطاع الطلائع بالدعوة، بالإضافة إلى وفد «الكويت» وشمل الشيخ شريف الهواري والشيخ محمد القاضى.

وأضاف الوفدان، خلال زيارتهما للكويت والرياض أن دعم الدعوة السلفية للسيسي يأتي أيضًا في إطار الدعم العربي المستمر للمشير، وأنه الأقرب للدول العربية وهذا سيساعد وبقوة لعودة العلاقات العربية إلى قوتها الفترة القادمة، في ظل حالة التمزق التي تعاني منها الأمة.

«عودة الدعم»
وتمسكت المصادر بالتأكيد على أنه هناك استجابة قوية من العديد من المؤسسات الخيرية لدعم مشروعات الدعوة السلفية، خلال الفترة القادمة، كما استطاعت إزالة الخلاف والالتباس الحاصل بين أبناء الدعوة والعديد من مشايخ السلفية بالسعودية والكويت، بسبب الإخوان.

وفيما يتعلق بـ"دعم المشير السيسي" في الانتخابات الرئاسية، أكدت المصادر أن الاتفاقات بين الدعوة السلفية والمشير «شبه نهائية»،وهناك وعود حقيقية منه بأنه لن يفرط في مواد الهوية، كما أكد بنفسه على أنه لو كان ضد الشريعة لرفضها في الدستور وقت إقراره، لكنه أصر عليها، مشيرًا إلى أن اللقاءات ستكون معه بشكل مباشر الأيام القادمة، وهناك استعداد لعقد مؤتمر له بالإسكندرية برعاية الدعوة السلفية
.