بواطن الامور

2022-02-15 14:35:34

#

الكاتب : صبرى الشحات
نحن نعلم جميعا قصه "قد ظلمك اخوك بسؤال نعجتك الي نعاجه" ... "ان اخي له تسع وتسعين نعجه ولي نعجه واحده. فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب " ، وكنا سنبقي جميعا نفهم ان الرجل قد ظلم اخيه لولا ان جاء سيدنا سليمان وسأل الرجل لماذا تلح في ضم نعجة اخيك الي نعاجك ؟ ، فقال له انه رأي ان عجه اخيه هزيله لا تأكل مثلما يأكل الغنم فأردت ان أضمها الي غنمي لتأكل وتسمن ويستفيد بها وبلبنها ، وعندما انطلق موسي والخضر عليهما السلام ، وقام الخضر بخرق السفينه فاندهش موسي وقال "لقد جئت شيئا امرا" ، وعندما لقيا غلاما فقتله فلامه موسي عليه السلام علي قتله وقال "اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا" ، وعندما سألا أهل القريه الطعام فأبوا ان يضيفوهما ، ثم وجد سيدنا الخضر جدار يريد ان ينقض فأقامه ، فقال له موسي "لو شئت لاتخذت عليه اجرا" ، فلم يكن موسي عليه السلام يعلم آن ذاك ببواطن الأمور ، الا حينما أخبره الخضر بالقصص ، وقبل عام ١٩٧٣ قام الزعيم الراحل محمد أنور السادات بتسريح بعض قاده الجيش المصري ، وأرسل بعضهم لعمل عمره ، وظهرت صور للجندي المصري وهو يلعب كرة القدم ، والبعض قام بمص عيدان القصب ، وظن الجميع وقتها ان هناك تراخ واستهتار من القيادة المصرية ، وحدث غليان في اوساط المثقفين من الشعب المصري ، ولم يكن يعرف احد انها خطة خداع استراتيجي كان لها الدور الأكبر في نصر اكتوبر ١٩٧٣ ، الخلاصة من هذا كله : يجب الا نتسرع في الأحكام علي الكبار ومن بيدهم الأمر فما نراه خطأ في حينه قد يكون صوابا بعد فترة ، والخير يكمن في التريث والسكينة وتحكيم العقل واحترام الكبير وليعلم الجميع أن هناك بواطن للأمور يكمن الخير فيها .